أخبار عاجلة

مراجعة فيلم Wonder Woman 1984

مراجعة فيلم Wonder Woman 1984
مراجعة فيلم Wonder Woman 1984

يعتبر فيلم Wonder Woman للمخرجة باتي جينكينز أحد أكثر الأفلام نجاحاً بين النقاد من أفلام الحقبة الجديدة من كون DC. لكن بالرغم من نجاحاته العديدة، حمل فيلم أميرة الأمازونيات الأول عبء فصل أخير مثقل بالمؤثرات البصرية المفرطة التي بددت نجاحه. إنه فيلم من النوع الذي يجعلك تتمنى الحصول على جزء ثاني له يبني فوق نقاط قوته ويتجنب تكرار الأخطاء الماضية، وفيلم Wonder Woman 1984 يحقق تلك الأمنية. يتمكن هذا الجزء الثاني الملون والدافئ من قصة الأميرة ديانا من جذب كل الأضواء ليكون أكثر أفلام DC الحديثة إمتاعاً، حيث ينجح باستبدال الأجواء المعتمة والمتفجرة ببطولات خارقة على طراز العصر الذهبي.

بشكل مشابه لمسلسل Netflix’s Stranger Things، يعتنق Wonder Woman 1984 حقبة الثمانينيات مع تصفيفات الشعر الضخمة والأزياء الضخمة والطموحات الضخمة. وبعد مقدمة تخطف الأنفاس تجري في جزيرة Themyscira الغامضة، ننتقل إلى العاصمة واشنطن في عام 1984. ويجلب هذا الانتقال معه تغييراً في أسلوب الإخراج والتصوير، حيث تصبح الصور أكثر سلاسة وتتبدل الألوان وتبدو لقطات الكاميرة شبيهة بأفلام من قبل 4 عقود. يصبح أداء الشخصيات الثانوية مبالغاً به، والموسيقى التصويرية لهانز زيمر تضفي جواً مثيراً شبيهاً بألحان جون ويليامز.

عندما تبدأ Wonder Woman الآكشن للمرة الأولى في الفيلم مع مونتاج لقطات إنقاذ تبدو منخفضة الدقة عن قصد، ندرك أن جينكينز تحاول محاكاة حقبة كريستوفر ريفز من سينما الأبطال الخارقين. وبالرغم من أن أسلوب الإخراج هذا يتلاشى ليتحول إلى أسلوب أكثر حداثة، إلا أن الحنين إلى تلك الفترة، وتحديداً فيلم Superman 2 الذي صدر عام 1981، يستمر طيلة الفيلم، فيتغلغل بالعديد من أفكاره ويجعله بمثابة احتفال مبهج بجذور أفلام DC.

وفي حين تمثل القصة المركزية رسالة حب لأفلام الأبطال الخارقين القديمة، إلا أن الحبكة الأوسع تستلهم أيضاً من أفلام الثمانينيات الشهيرة، حيث يتم التلاعب بالعناصر بشكل مرح، وإن كان ذلك في بعض الأحيان للحظات عابرة. ويجعل استخدام هذه العناصر القديمة الحبكة تسلك مساراً تقليدياً بشكل أكبر من بقية أفلام كون DC الموسع، مما يجعل الفيلم كلاسيكياً في بنيته ويفتقر لأي ابتكار جديد لهذا النوع من الأفلام. لكن هذا التوجه الكلاسيكي القديم يتجنب بذكاء المبالغة بالمؤثرات البصرية الـ CGI التي تركت شعوراً مزعجاً في نهاية فيلم Wonder Woman السابق. وتم استبدال هذا بأسلوب أكثر بساطة بالنسبة لفيلم أبطال خارقين عصري، مدفوعاً برسالة أخلاقية تذكرنا بالحكايات الأسطورية التي تدين لها قصص الأبطال الخارقين المصورة بالكثير.

لكن هذا لا يعني أن جينكينز تتردد بتقديم الآكشن إطلاقاً. حيث أعتقد في رأيي أن هذا أفضل آكشن نرى فيه الأميرة ديانا على الإطلاق. سواء كان التأرجح حرفياً من صواعق البرق أو الانزلاق عبر ممرات البيت الأبيض، كان تجسيد غال غادوت لـ Wonder Woman هو في أفضل حالاته من ناحية الأداء البدني. فبشكل مشابه لطريقة تعامل الأخوين روسو مع Captain America، يفهم فريق تصميم الحركات الذي يعمل مع غادوت كيفية تطبيق اللغة الجسدية على جميع حركات Wonder Woman، مما يضمن أن تكون كل انزلاقة أو تلويح بالسوط أو ضربة فريدة بهذه الشخصية. يمكن إيقاف الكثير من اللحظات في مشاهد الآكشن في الفيلم والتقاطها كصورة وتحويلها إلى غلاف مثالي للقصص المصورة، ويعود الفضل في ذلك بشكل كبير إلى الوضوح والألوان التي توفرها الإضاءة الليلية، والزوايا الواضحة التي اختارها المصور السينمائي ماثيو جينسن.

لكن أداء غادوت العاطفي هو ما يجعل WW84 فيلم Wonder Woman المثالي. حيث أن الحب والعاطفة هما قوتها الدافعة، أضف إليها الأخلاقيات والشعور بالواجب التي رأيناها في شخصيات مثل كلارك كينت وستيف روجرز، مما يضفي أصالة على سلوكها لإنقاذ العالم. كان هذا بالطبع نسيج فيلم جينكينز السابق، وبالتالي يبني Wonder Woman 1984 فوق ذلك عبر التعمق أكثر بالوحدة التي تعاني منها ديانا بسبب حياتها الطويلة الخارقة للطبيعة. إن وجودها بمفردها يسبب الألم وقامت غادوت بتجسيده بشكل رائع في اللحظات المؤثرة المليئة بالدموع وبنفس الوقت مع التصرفات العابرة الأكثر بساطة. وكما هو الحال مع الكثير من الأبطال المنيعين، فإن الأمر يحتاج للكشف عن مخاوفها هذه وآلام روحها لإلحاق الضرر بها حقاً. ويتم استكشاف كل هذا بشكل بسيط نسبياً، لكن اللحظة الصعبة التي تنهي القصة تعطي نتيجة قوية.

يحرص فيلم WW84 على إضفاء إنسانية كهذه عبر كافة مواضيعه تقريباً. حيث أن تحول الشخصية التي تؤديها كريستن ويغ من باربرا آن منيرفا إلى عدوة Wonder Woman الكلاسيكية تشيتا يأتي من عيون امرأة محبطة بسبب التعرض للكراهية وإساءة المعاملة اليومية للمرأة. نرى باربرا لجزء كبير من الفيلم كشخصية محبوبة مع طموح مضلل لتتناسب مع سحر وبريق ديانا، وهو دور تؤديه ويغ بكل سلاسة. قد لا تشعر أن ويغ الشريرة تتألق بالقدر الذي تأمله، لكن تحولها المدروس يضمن عدم تحولها إلى معركة زعماء مولدة بالحسوب CGI إلا عند الضرورة. وبالتالي فإن تأجيل تحويلها إلى شخصية بالمؤثرات البصرية يفسح المجال أمام إنسانية ويغ للتألق، حتى من خلال طبقات ملابسها المطبوعة كالفراء التي ترتديها.

وبشكل مشابه، تمثل شخصية ماكسويل لورد التي يؤديها بيدرو باسكال رجلاً معذباً بالثقل الكبير لمتطلبات الرجل الكلاسيكية، حيث يجب أن يكون ناجحاً وثرياً وقوياً، وكل هذا على حساب متطلباته كأب. هناك ظلال من شخصية ليكس لوثر من فيلم Superman 2، والتي تعزز ذاك الشعور بالحنين إلى نوع القصص الأكثر كلاسيكية. لكن من المستحيل تجاهل النقد المعاصر: الشرير الرئيسي هو رجل أعمال شرير وشخصية تلفزيونية شهيرة يتوق للحصول على قوة تفوق مكانته، مع طموح للوصول إلى الرئاسة بحد ذاتها، بشكل يذكرنا بالرئيس المنتهية ولايته للولايات المتحدة.

الشخصية الأقل تأثيراً هنا هي شخصية ستيف تريفور العائد للممثل كريس باين والذي يؤدي دوراً... عادياً. ففي حين أن حضوره مستمر على طول القصة ويؤدي كل ما هو مطلوب منه، إلا أنه يبدو كتعقيد للحبكة بالنسبة لديانا أكثر من كونه شخصية حقيقية ذات ثقل خاص بها. هناك لحظة يلقي بها نكتة عابرة حول رجل خارج زمنه والتي تأتي بالمكان المناسب، كما تتاح له فرصة لتقديم أفضل لحظة حنين للماضي، لكن حضوره بالمشاهد ضعيف لدرجة أنه يسهل نسيان وجوده بالكامل. بالطبع يمتاز باين بشخصيته الساحرة، والتي رأيناها كثيراً في سلسلة Star Trek، كما تم استغلال سحره إلى حد كبير في Into The Woods، لذا كنت أتمنى لو أن السيناريو استغله بشكل أفضل. في نهاية المطاف، وربما ليخدم توجه فيلم WW84، تشعر بأنه علاقة حب من الثمانينيات، ذاك العنصر اللطيف بالحبكة الموجود فقط للمساعدة في نمو شخصية البطلة.

على الرغم من الإشارات الكبيرة للثمانينيات، يبقى Wonder Woman 1984 فيلماً معاصراً من ناحية مدته، فبشكل مشابه للعديد من أفلام القصص المصورة العصرية، يمتد الفيلم على طول ساعتين ونصف. وبالرغم من أن هذا قد لا يكون طويلاً بشكل مفرط جداً، إلا أنه لا يبدو مبرراً أيضاً، والساعة الأولى تسير ببطء أكثر من الضروري. لا أقصد أنها تضيع الوقت في مشاهد لا داعٍ لها، لكن لو كان الفيلم بين يدي محرر أكثر قسوة لكان جعل الفيلم يصل إلى حدود 120 دقيقة وساعد في جعل الرحلة أكثر سلاسة من دون فقدان المشاهد المهمة التي تركز على الشخصية التي يمضي النصف الأول من الفيلم معظم وقته باستكشافها.

- ترجمة ديما مهنا

كان من المفترض صدور Wonder Woman 1984 في ديسمبر 2019، مما يعني أنه صدر بعد عام كامل من الموعد المخطط له. لكن تلك الشهور الـ 12 ساعدت عن غير قصد في جعله يصدر في الوقت الذي سيستفيد منه بالشكل الأفضل. إن Wonder Woman 1984 يمتلئ بالأمل والحب، ويعطي شعوراً بالحنين إلى زمن أحببناه فيمنحنا مهرباً من عام كان صعباً للغاية. كما أن التزامه بأسلوب أفلام الأبطال الخارقين الذي يميل أكثر للطابع الكلاسيكي يعني أنه يفتقر لأية مفاجآت حقيقية أو ابتكارات متميزة، لكن هذا النهج يمر عبر عدسة المخرجة جينكينز العصرية، التي تمنحه إنسانية فريدة بين أفلام الثمانينيات المبتذلة. يقدم Wonder Woman 1984 تحسناً ملحوظاً عن جزئه الأول وهو تماماً الفيلم المشرق والمفعم بالأمل الذي يستحقه إرث الشخصية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

التالى OpenAI توظف مهندسى الأبحاث لإعادة بناء فريق روبوتات.. تفاصيل