في المستشفيات حالات كثيرة تحمل مشاعر مختلفة ومختلطة، لكنها في مجملها واضحة، فالأب الذي يسمع صوت مولوده الجديد غير الأب الذي يسمع خبر وفاة ابنه من داخل غرفة الطوارئ، والتعامل مع كلا الحالتين مختلف؛ فإحساس الفرح قد يعيشه مَن حوله بكل درجاته، لكن إحساس الحزن والألم لن يعيشه إلا هذا الأب المسكين، الذي شعر ولو للحظات أن هذه الحياة قد توقفت به، وربما يلازمه هذه الشعور ما بقي من عمره، فكلّ الحزن والألم أن يفقد الأب ابنه في حادثٍ من حوادث هذه الدنيا بشكل مفاجئ، وهذا الألم والإحساس لا يشبهه أي إحساس، ويصعب تحمله؛ لأن القدر لم يترك له فرصة -على أقل تقدير- أن يودعه الوداع الذي يليق بحالة الارتباط بينهم.
أكتب لكم هذه الكلمات الحزينة وأمامي وجوهٌ كثيرةٌ، تحاول أن تعيش الحزن والمواساة والتعاطف أمام أبٍ فقد ابنه في حادث سير، غير أن هذا الأب المكلوم كان خارج كل تلك التعابير الحزينة التي ارتسمت على وجوه الحضور، وخارج كل عبارات التعاطف التي كان يسمعها، لن يشعر بهذا الأب إلا أبٌ مثله عاش تلك اللحظات، سيغادر الجميع هذا المشهد لشؤونهم الخاصة، ويعود هذا الأب ومن مثله ليعيش مع الذكريات التي قد تتجدد كل ما صادفت نفس الأحداث، ونفس المشاعر ستتكرر في المستقبل، وفي كلّ مرةٍ سيكون هناك مَن يمارس ذات الدور، فطبيعة بعض المواقف غير قابلة للتغيير.
وقفة: رحم الله كل الشباب والفتيات الذين غادروا هذه الحياة مبكرًا، وتركوا خلفهم آباءً وأمهاتٍ يعيشون ألم (الفقد) مع كل الذكريات في حياتهم.
دمتم بخير،،،
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.