قنا - صابر سعيد

تقف حارسا صامتا على مئات الحكايات التي عاشت هنا وما زالت تروى حتى اليوم، جدرانها من الطوب اللبن وسقفها الخشبي المدعم بالحديد شاهدان على صمود هذا المبنى العتيق الذي أسس منذ قرن من الزمان، هنا بين أحجار الطحن والآلة كان الدقيق ينساب من القمح كأنه اللؤلؤ، تصاحبه هدير ماكينة الطاحونة الذي كان يصل صداه إلى أجزاء واسعة من القرية.

لم تكن طاحونة قرية دنفيق جنوب قنا مجرد آلة، بل كانت ملتقى لأهل القرية لم ترد يومًا محتاجًا أو مترددًا، بل فتحت ذراعيها للجميع، حتى أهل الشرق الذين كانوا يعبرون إلى الضفة الأخرى عبر المركب حاملين غلالهم لطحنها داخل القرية، هكذا بقيت شاهدًا على زمن كانت تصنع فيه لقمة العيش بالعشق والصبر في الريف المصري، رغم توقفها منذ سنوات.

قال العمدة حسن عمرو، إن الطاحونة يعود تاريخها لأكثر من 100 عام، وقد أنشئت في قرية دنفيق بهدف توفير الطحين من الغلال لأهالي القرية والقرى المجاورة، كما امتدت خدماتها إلى خارج القرية والمركز إذ كان يأتى أشخاص من مركز قوص شرق النيل عبر مراكب تحمل الغلال لطحنها، وكان بجوار الطاحونة وابور مياه يستخدم لري مساحات واسعة من الأراضي ويعمل إلى جانبها.

وأوضح عمرو أن الطاحونة قائمة داخل مبنى قديم مشيد من الطوب اللبن والطوب الأحمر، وسقف خشبي مدعم بحديد لحمله من الأعلى، وتتكون من 3 أحجار لطحن الغلال، وميزان قديم، ومكان لتخزين الغلال، وآخر لتبديل ملابس العاملين، وكانت الغلال تستقبل من الأهالي الذين ينقلونها بعربات الكارو الخشبية أو على ظهور الحمير والخيول.

وتابع حسن عمرو أن الأسعار في ذلك الوقت لم تكن تتجاوز القرشين وكانت بعض السيدات يطحن مقابل تقديم البيض أو جزء من الغلال عوضًا عن النقود، أما العمال فلكل منهم دوره فمنهم الوزان الذي يزن الغلال بميزان يدوي قديم، والطحان والوقاف، وكانت الماكينة تعمل بالسولار وضغط الهواء، ولها صوت مرتفع يسمع من بعيد فيعرف الأهالي أن وابور المياه والطاحونة قد دبت فيهما الحياة، إذ يربطهما سير كبير متصل من الطاحونة إلى وابور المياه.

تاريخ طاحونة بقنا

حكاية طاحونة دنفيق بقنا

طاحونة عمرها 100 عام

طاحونة غلال قديمة

ميزان قديم بقنا