هذه المراجعة خالية من الحرق لفيلم Enola Holmes 2، والذي توفر اليوم 4 نوفمبر عبر Netflix. يمكنكم أيضاً الاطلاع على مراجعتنا الخالية من الحرق للجزء الأول من هنا.
تعود ’ميلي بوبي بران‘ إلى جانب ’هنري كافيل‘ في جزء ثانٍ من سلسلة أفلام Enola Holmes والذي يمكنني القول بسهولة أنه يضاهي الفيلم الأول، بل حتى يتفوق عليه في بعض الجوانب. وهذه المرة في قصة تستلهم من أحداث حقيقية مما يعطيه طبقة أخرى من الأهمية. يكمل الفيلم في نفس الروح المرحة التي جعلتنا نحب الجزء الأول، لكن في حين احتاج الجزء الأول لبعض الوقت للتأسيس للشخصيات والعالم، يتخلص الجزء الثاني من هذه العقبة ويدخل مباشرة بالأحداث الحالية باستثناء بضعة لقطات فلاشباك ضرورية لتذكيرنا بما جرى في الفيلم الأصلي.
تسعى ’إينولا‘ في هذا الفيلم إلى تأسيس نفسها كمحققة مستقلة محاولة الخروج من ظل شقيقها من جهة، ومن نظرة المجتمع للأنثى التي لا تقيم لها اعتباراً فقط لأنها فتاة من جهة أخرى. لكن بعد تأسيسها لوكالتها المستقلة تكتشف أن الحياة كأنثى محققة ليست سهلة. لكن في اللحظة التي تكاد تفقد فيها الأمل، تحصل على قضيتها الأولى من فتاة صغيرة تعمل في معمل لأعواد الثقاب وتبحث عن شقيقتها المفقودة.
لكن عندما تبدأ بالتحقيق تكتشف أن القضية أكبر بكثير من مجرد لغز صغير، وبأن لها أبعاد سياسية خطيرة جداً تضعها بشكل مستمر في طريق الخطر. فيأخذنا الفيلم في رحلة عبر لندن القديمة بشوارعها الصناعية وأحياء الفقراء وقصور الأثرياء وقاعات الموسيقى وبعض المصانع المثيرة للشكوك، والأهم من ذلك الشقة 221B بشارع بيكر التي يعرفها جميع معجبي ’شيرلوك هولمز‘.
لكن بالرغم من أن القصة خيالية بحد ذاتها، إلا أنها تستلهم من أحداث حقيقية حول حادثة جرت في لندن عام 1888، والتي عُرفت آنذاك باسم "إضراب فتيات الكبريت" حيث كانت موظفات معمل Bryant & May للكبريت معرضات لخطر مميت من العمل فيه. لن أتحدث أكثر بالتفاصيل تفادياً للحرق، لكن كان لا بد من أن أذكر أن تلك الأحداث حقيقية.
عندما تواجه ’إينولا‘ الكثير من الصعوبات في حل قضيتها تلجأ لشقيقها ’شيرلوك‘. الذي يظهر هذه المرة بشكل أكبر مما رأيناه بالفيلم الأصلي، حيث تتشابك قضيته مع قضية ’إينولا‘ مما يجعل حلها أكثر إثارة، كما تتاح لنا الفرصة لرؤية مهاراته العالية على حل الأدلة والألغاز بشكل أكبر، والتي تضاهيها مهارة ’إينولا‘ أيضاً. لكن هذا لا يعني أن هذا فيلم ’شيرلوك‘ إطلاقاً، بل هو فيلم ’إينولا‘ بكل تأكيد. حيث أن ما يحاول الجزء الثاني التأسيس له هو أن ’إينولا‘ تريد الخروج من ظل شقيقها الذي لا يزال يهيمن عليها، وبالتالي بالرغم من أنها تحصل على مساعدته (ومساعدة العديد من الشخصيات الأخرى)، إلا أن الجميع يساعدها من دون أن يطغى عليها، وذلك بأسلوب بارع وسلس.
يمتاز الفيلم بوتيرة سريعة ومرحة لدرجة تجعل مدته التي تصل إلى ساعتين و 10 دقائق تمر بسرعة، حيث لا نشعر بأي ملل أو هدوء بل ننتقل من حدث إلى آخر من دون توقف مع موسيقى تصويرية حماسية رائعة وأسلوب مخاطبتها للجمهور بأسلوب كوميدي، والذي يبرع فيه السيناريو لدرجة أنها أحياناً تخاطبنا بنظرة منها من دون الحاجة إلى الكلام لنفهم ما تمر به في تلك اللحظة.
ومن ناحية أخرى، كان التفاعل بين الشخصيات رائع للغاية مع انسجام واضح بين ’بوبي براون‘ و ’لويس بارتريدج‘ بدور اللورد ’توكسبيري‘، والذي بالرغم من أنه لا يظهر كثيراً في النصف الأول من الفيلم، إلا أنه كان يخطف الأضواء بالمشاهد التي يظهر بها، سواء على الشاشة أو بين المعجبات الكثيرات من حوله. كما تعود شخصيات من الفيلم الأصلي مثل ’أديل أختار‘ بدور المحقق ’ليستراد‘ و ’هيلينا بونهام كارتر‘ بدور والدة ’إينولا‘ ’يودوريا هولمز‘، و ’سوزان ووكوما‘ بدور ’إيديث‘ صديقة والدتها، لكن بالرغم من أننا لا نشهد في هذا الجزء عودة شقيقها ’مايكروفت‘ الذي يمثله ’سام كلافلين‘، إلا أننا نرى في هذه المرة العديد من الشخصيات الجديدة، أبرزها ’هانا دود‘ في دور لن أكشف عنه تفادياً للحرق و ’آبي هيرم‘ بدور ’ماي‘.
والأمر البارز الآخر في الجزء الثاني هو أنه يؤسس للعديد من شخصيات وأجواء ’شيرلوك هولمز‘ المعروفة، مثل ظهور عدوه اللدود ’موريارتي‘ وشقته الشهيرة 221B بشارع بيكر كما ذكرنا سابقاً، وغيرها من الشخصيات التي لن أذكرها تفادياً للحرق. لكن كل هذا يجعلنا نأمل أن نرى المزيد من الأجزاء في المستقبل، سواء لـ ’إينولا‘ أو ربما فيلم مشتق لشخصية ’شيرلوك‘ نفسه؟ بالرغم من أن Netflix لم تؤكد العمل على جزء ثالث من Enola Holmes، لكن بالنظر إلى نجاح أول فيلمين، أصبح هذا ما نأمله.
في نهاية المطاف يمكنني القول أن Enola Holmes 2 يصل إلى مستوى الجزء الأول ويتفوق عليه في بعض الجوانب. إنه فيلم مرح وممتع، وأنصحكم بتحضير الفشار وجمع أفراد العائلة لمشاهدة أكثر من ساعتين من المرح والآكشن والمشاهد القتالية المميزة والموسيقى التصويرية الحماسية، على خلفية قصة مستوحاة من أحداث حقيقية تركت تأثيراً في تاريخ لندن.
ينجح Enola Holmes 2 بالتغلب على لعنة الأجزاء الثانية فيضاهي الجزء الأول ويتفوق عليه في بعض الجوانب، إلى جانب تأسيس المزيد من شخصيات وعالم ’شيرلوك هولمز‘ الشهير الذي يظهر بالجزء الثاني بشكل أكبر من الأول. كما يستلهم من أحداث حقيقية تعطيه طبقة إضافية من الأهمية. إنه فيلم عائلي بامتياز مليء بالأجواء المرحة والآكشن، لذا حضّروا الفشار واجمعوا أفراد العائلة لقضاء ساعتين من المتعة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.