مراجعة مسلسل Black Knight

هذه المراجعة خالية من الحرق لمسلسل Black Knight ، والذي يُعرض حالياً على Netflix.

يحمل عالم Black Knight الكثير من الإمكانات الرائعة كقصة حول نهاية العالم بأجواء مدمرة وشخصيات وحبكة مميزة، لكن للأسف يعاني من بعض السلبيات التي تمنعه من استغلال فكرته المميزة وتحقيق إمكاناته القصوى. لكن هذا لا يعني أنه لا يقدم 6 حلقات من الأحداث المثيرة والأجواء الرائعة التي تعوض قليلاً عن تلك الهفوات.

يتم شرح خلفية ما حدث للعالم في سرد سريع وسلس في بداية الحلقة الأولى، حيث يروي المسلسل قصة عالم تعرض لنيازك مدمرة تركته مع هواء غير قابل للحياة من دون كمامات، حيث يجب على الناس شراء الأوكسجين والطعام ليتمكنوا من البقاء، والذي يحمل الكثير من أوجه التشابه مع واقعنا الحديث وانتشار كوفيد-19 وأجواء التعقيم وغيرها. وكما هو الحال مع معظم قصص نهاية العالم، تم تقسيم الشعب إلى طبقات: العامة والخاصة والأساسيين، بالإضافة إلى الطبقة الرابعة التي تسمى "اللاجئين".

تم توزيع كل طبقة على إقليم خاص بها، حيث يعيش اللاجئون حياة من الفقر المدقع في أسوأها: "أقليم غانغنام"، وهو مدينة مفتوحة يغطيها الهواء الملوث. في حين تعيش الطبقة العامة في بيوت منظمة ذات هواء نظيف بداخلها (هواء يجب شراؤه بالطبع من قبل شركة تدعى "مجموعة تشيونميونغ" والتي سنأتي على ذكرها بعد قليل)، ثم هناك الطبقة الخاصة التي تعيش في مكان يشبه مجمعاً تجارياً ضخماً ومغلقاً أكثر فخامة من منازل الطبقة العامة، لكن للأسف لا تتاح لنا فرصة معرفة الكثير حول هذه الطبقة خلال حلقات المسلسل الست المليئة بالأحداث. وأخيراً هناك طبقة الأساسيين، والذين يعيشون تحت قبة هائلة ممتدة على مئات الكيلومترات تحت الأرض والتي تبدو تماماً مثل العالم الحقيقي اليوم، والتي يقطنها بالطبع نخبة النخبة، وهم بشكل أساسي شركة "مجموعة تشيونميونغ" التي تسيطر على كل شيء.

بالرغم من أنه لا يزال هناك بقايا من العالم القديم حيث لا زالت هناك رئيسة تحكم البلاد، إلا أنها من الواضح بحاجة للتوافق مع رئيس مجلس إدارة مجموعة تشيونميونغ، والذي يدعى ريو (نام كيونغ يوب)، لتتمكن من إدارة البلاد. حيث أن ريو تمكن من اختراع نواة هوائية عملاقة لتحويل الأوكسيانيوم الملوث للجو إلى أوكسجين، مما جعله مسيطراً على مخزون الأوكسجين في العالم.

وبالإضافة إلى كل الطبقات، هناك فئة أخرى ذات أهمية كبيرة جداً في هذا العالم، وهم "رجال التسليم"، والذين يقومون بإيصال طلبيات الأوكسجين والطعام إلى جميع أنحاء البلاد، مما يجعل من الضروري أن يتمتعوا بصفات بدنية هامة من قوة جسدية وقدرة على القتال من أجل صد الصيادين الذين يترقبونهم في كمائن على طول طرقات التسليم من أجل سرقة المواد التي يقومون بتوصيلها.

وهناك أسطورة بينهم، رجل التسليم 5-8 الذي يتمتع بقوة هائلة ولا يستطيع أحد التغلب عليه... وهنا تبدأ قصتنا. يقدم المسلسل مشاهد آكشن رائعة، مع معارك قتالية متميزة بالأيدي وأخرى بالأسلحة النارية، ويتألق الممثل كيم وو-بين بدور 5-8 ويقدم لقطات رائعة من القتال هو وأصدقائه بالفريق.

ومن ناحية أخرى هناك بطل آخر للقصة هو سا وول يون (كانغ يو-سيوك) وهو فتى لاجئ يحلم أن يصبح يوماً رجل تسليم لأنها فرصة اللاجئين الوحيدة للحصول على رمز الـ QR الذي يمنحهم قدرة على الوصول إلى حياة خارج إقليم اللاجئين. وتتقاطع بالطبع طرقات هذين البطلين مع هدف مشترك.

يمتاز المسلسل بأجواء عالم مدمر رائعة، ويحمل الكثير من الإمكانات، ويضم الكثير من مشاهد الآكشن الرائعة أبرزها الحلقة الثالثة التي تتضمن سباق سيارات للتوصيل مليء بالآكشن والتوتر، لكنه للأسف يعاني من شرير ضعيف جداً يؤدي إلى إضعاف المسلسل ككل. حيث أن الشرير الرئيسي هو ابن رئيس مجلس إدارة مجموعة تشيونميونغ، ريو سيوك (سونغ سيونغ-هيون)، والذي لسبب غير مبرر يكره اللاجئين وكل ما يريده هو التمرد على والده وبناء عالم من النخبة فقط. لا يعطيه المسلسل أية دوافع منطقية، وهو يريد القتل والانتقام من اللاجئين كما لو كانوا سبب كل المصائب، من دون الاهتمام لما يقوله والده. وبالحديث عن والده، فإن وجوده برمته غير ضروري بالمسلسل، ولا يفعل شيئاً سوى الجلوس في غرفة هائلة تشبه إلى حد كبير غرفة بروفيسور إكس (Cerebro) من سلسلة X-Men، ويجادل ابنه (الذي لا يهتم لأي شيء يقوله) من دون أن يفعل أي شيء فعلياً.

كما يعاني المسلسل من أنه قابل للتنبؤ إلى حد كبير، خاصة بحلول النهاية، مع تصرف الشخصيات أحياناً بشكل غير منطقي لدرجة محبطة فقط لكي تسير الحبكة إلى الأمام. لكن امتداد المسلسل على 6 حلقات فحسب، وأحداثه المتسارعة والمثيرة من دون توقف التي لا تجعلنا نشعر بالملل، تعوض عن نقاط الضعف هذه مما يجعله يستحق سهرة مع الأصدقاء في عطلة نهاية الأسبوع لقضاء بعض الوقت الممتع سوية.