كذلك وظف الأمير محمد بن سلمان، خلال المقابلة، ملف الاستثمارات السعودية، وعرضها بعبقرية في تناوله لقضايا السياسة الخارجية، وجاء ذلك في المقارنة بين أمريكا والصين في حجم الاستثمار السعودي، وأن الأول قد يتراجع لمصلحة الثاني، وفي التذكير بقدرة المملكة على تأمين 12% من الطلب العالمي على النفط، والأمر له أهمية خاصة في ظل الأزمة الحالية بين روسيا وأوكرانيا، بالإضافة لأن المملكة تمثل معبراً إستراتيجياً لما يصل إلى 27% من التجارة العالمية، ومعها أصول صندوق الاستثمارات العامة السعودي، والتي تساوي ما نسبته 6% من ثروات العالم السيادية، وكلها أمور تؤكد وزن المملكة الثقيل والفاعل في المجتمع الدولي، وليس أدل على ما قيل من مطالبة بوتين وزيلينسكي، في مكالمتين منفصلتين، بوساطة سمو ولي العهد لحل الأزمة بينهما.
الأمير محمد بن سلمان رفض استخدام عبارة الإسلام المعتدل، لأنها تفترض استحداث نسخة جديدة من الإسلام، وفضل عليها الإسلام الحقيقي، لأن التحولات الحالية تعود بالإسلام إلى أصله وما كان عليه في بداياته، وأوضح أن الرأي الديني غير محتكر، وأن مذاهبه السنية والشيعية ممثلة في الهيئات الشرعية السعودية، واعتبرها مكونات أساسية في تركيبة المجتمع السعودي.
حوار سموه لم يكن تقليدياً على الإطلاق، فقد كانت إجاباته مباشرة وواضحة وتناولت قضايا سعودية لم تطرح قبله بنفس القوة، وكلامه عن العلاقة الدافئة مع الشقيقة قطر، وعن خيار التعايش السلمي مع إيران، وعن التطبيع المشروط بمبادرة السلام العربية، تظهر قدرا عاليا من الحكمة والمرونة والدهاء السياسي الكاريزماتي، خصوصا أنه يتكلم مع مجلة عرفت بانتقادها الحاد والمتواصل لمعظم الدول العربية وعلى رأسها المملكة.
الأهم في مقابلة ولي العهد أنها وضعت النقاط على حروف كثيرة، أبرزها، الحرص على إقامة علاقات إستراتيجية مع كل الراغبين المؤثرين، وعدم القبول بالتعرض لشؤون المملكة الداخلية أو مقارنتها بغيرها، وتعاملها بندية واحترام مع شركائها، ورحيل التطرف عنها إلى غير رجعة، وقبل هذا وبعده عودتها إلى طبيعتها وفطرتها الأولى.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.