أخبار عاجلة
طبلة الست على مسرح ساقية الصاوى.. 21 يونيو -

«عامر وعامرة.. والسلالة النادرة»

«عامر وعامرة.. والسلالة النادرة»
«عامر وعامرة.. والسلالة النادرة»
مدّ (أبو عامر) ذراعه اليُسرى، وارتدّ عمامته، فوق رأس صلعاء، وأخرج جسده بالتدريج؛ من تحت بطانية أبو سعفة خمسة غاط، وكلما أنوس البرد؛ ردّد «أحوه يا تيه القِرّه، يا الله لا تغضب علينا، ولا تورّينا قوّتك، وتكفينا عذابك». طقطقت رُكبه، عندما همّ بالوقوف، فتمغّطت (أم عامر)، وقالت أرقد يا عِرْبِي، وين غابش في سُمطة تجمّد الماء في البير؟ فأجابها ما عاد عليّ إلا هي؛ أقعد منكعر بجنبك، أتشمشم عطرك، مَن قام قام الله معه!!

زهم على ابنه (عامر)، الغاطس في سابع نومه (عامر... عامر) لم يردّ، فأنشد «ليت الأسامي تنشرى؛ وابدّل اسمه باسم ثاني»، سحب البطانية من فوقه، وهمز كتفه، فوضع الابن كفه الأيمن على عينيه، وتساءل وش هذي النفرة كنّك عشيّة عرفة؟ فقال الأب؛ قم.. قم.. معنا نهار يغتر.. شِل عُمرك، واسرح تقشش لنا عيدان يابسة؛ لا تجيبها خضراء تعمينا بداخنتها..

دنّ الراعد، وشق البرق صدر السماء، ودق السيل، فأخرج (أبو عامر) الفأس من السفل، وحطه على مدخل الباب، وهوّب على الدجاج ليروح، فاسترب وراء بعضه على السفل، إلا الديك الأحمر، فتسلبى وقبض رجليه، وقال؛ ما قعدت إلا لها، والله إنّي باتمرقك.

ذكّى الدِّيك، تحت مصب السيّالة، ليختلط دمه بماء المطر، ولا يلاحظ أحد من الجيران؛ ودهك على جناحيه بقدمه، والديك يفرفر، وعامر طالع من الدرجة فوق رأسه، كوم القُشاش، المبلول بالرُشاش، فقال؛ حطه فوق سحارية جدّتك، وتنقّ الناشف، وانفخ عليه الجمر ليتوالع، وقِم أمك تحمي ماء لنتف ريش الديك.

قالت الأم؛ وشبك أنت، وأبوك في لجّة، فقال؛ ذبح الديك؛ ويبغاك تقومين تنتفين ريشه، فقالت؛ خلّه يصلخه، اصطلخوا سيقانه؛ يتعيا وش يتشهوى، فدخل بالدِّيك، وقال إن كان بنت أبوك؛ فمدّي ايدك على المرقة، وإلا اللحمة، خشيت الحرمان، ففزّت، ورشّقت غداها، والوُشّق تصبّ صبّ، يسمعون وقع المطر؛ في زنق الكُترة ويسترحمون.

طلب من (عامر) يدعي عمه، (عمير) يتغدى معهم، فقال باصيح عليه من فوق الجناح، علّق؛ الله يغديك هبهب، إن كان بتحرّج علينا، خُذ المشمّع فوق رأسك، ولا تجيني إلّا بآخي، فقال عامر؛ والله إني مستكرب، فقال الأب أدري «ما تنتع الخيل إلا من مناسبها، عريبة الأصل من جد ومن خالي» علّقت الأم «وشب أخواله يفقدنيه أنهم خير منك»، فخاف على طبخة الدِّيك؛ ولزم الصمت.

تغدّوا واللي عليهم بالخير، وقال أبو عامر لأخيه، ما ودّك نفرح بعامر وعامرة، فتغيّر وجه عامر، وقال باسرح الوادي أشوف للساقية وين وصلت. ولما تأكّد أن عمّه راح، عوّد حامش على البيت، تقعمز جنبه أبوه، وقرر يفاتحه، وإذا بعامرة؛ مقبلة بصحن فيه قرصان عسل، فقال ما يجيب العسل إلا عسل، والله إنك قرمة، وهني لمن تكونين نصيبه. وأمر عامر يِنْتِوِلْ من بنت عمه.. فتصينق وكنه ما سمعه، فانتول الصحن وقال اقعدي تقهوي يا شُرحة خاطر عمك، فاعتذرت، وردّت شرشفها على فمها، وقالت لو عزمني عامر لقعدت، فقال عامر إلا روحي، حدّ المطر هكب عنّا شوية افلحي أهلك في حراك.

انفعل الأب، وقال: كسرت خاطرها يا مِخور، نصيحتي، فكّك من (فريدة) وجُرّتها، هي وأمها، يوتوتون لك، ويحبكون، وبينزونك في حفرتهم، وما عاد تخرج فخذ بنت عمك، قيس عينك، من يوم هي تحبي. فقال يابه لا تنشبني دخيلك، «ابعد اللحم عن اللحم لا يخرب» وعامرة مثل أختي، من يوم أنحن في اللفة، نرضع سوا، ونرقد سوا، وتراك لو لزّيتها في صميد الحنّان با عاف الزواج كله.

دخلت أم عامر وفي يدها طاسة (توتوا) تطفح برغوة حليب البقرة الوالد، قال الأب؛ تعالي ألمحي؛ وش يقول ولدك المِجغ، يقول؛ ما يبغي عامرة، اعتشق فريدة.

قالت «يا ولدي ما يجي للرجّال ورعان مطاليق؛ إلا مِن عُجف النسا» وترى المرة إذا عادت هيلة جهدا، ما يطرح ربي فيها بركة، ولا في سفانها إلا مدري وين عِزّي.. إنته وش تحتاج، أكثر من بنت حلال تطبخ وتنفخ وتغسل وتعصر وتنشر، وتُشبّ، وتكُبّ فقال عامر؛ يا مّه؛ النسوان نَسَمَه، والنسمه ما هي كما بعضها، فيه نسمه ترد الروح وفيه نسمة تقصّر العمر، وفيه نَسَمه، تشفِي، وتدفّي وتكفّي وتوفّي، فعلّق الأب أنته تلمح لتامعك اللي تحفّيك، وتشفّيك، وتخليك شاة من يقودها، ثوبك وعمامتك وعلى الله سلامتك يا الداشرة.

خطبوا فريدة، فطلبت أمها يبنون لبنتها شقيق لوحدها، سرّح المقلِّعة، ينقلون الحجارة، وقبل ما يشتغل البنّاية أعطته، أربعة ريالات فضة، وأوصته يحطها، تحت الربض في الأركان الأربعة، ويدق حديدة في الوسط، لتصد الشياطين عن بنتها وعنه، الجنّ تفضّ من الفضة، وتنحدّ من الحديد، وعلّقت أبوك وأمك ما بيونّون عنكم..

اشتغل البنّايه، وطول النهار يبنون وينشدون «بيرق الدولة نشلّه، والخلايق تحت ظله» وعندما ركّبوا الجباهة، جاءت أم فريدة؛ بالسذاب، وغرّزت جباهة البيت لتمنع عين ابن الحرام، وراحت العروس، وفي مدخل البيت، وضعت أم عامر (الطشت) وبه ماء، وورق سدر، وطلبت من العروس تطغ رجلها اليمين فيه، وهي داخلة، وردّدت «أخرجي يا غبرا، وادخل يا خضرا، قبل حَبي يُذرا» فتناوشت أم فريدة الطشت، وحثت ما فيه فوق رأس أم العروس، وبغت تنشب النشوب، لولا مفرّح القلوب، مفرّج الكروب.

أعوام، وأبو عامر متكدّر، وخُبث له ما طاب، ففريدة أنجبت ثلاث بنات، قال لعامر؛ ما جابت إلا بنات يا مسحور، وتراك قطعت سلالة عائلة. فقال البنات خير وبركة، وما يعطي إلا ربّي، وتراك امتحنتني بسلالة العائلة وش تا السلالة النادرة اللي لو انقرضت لداخ العالم؟!!


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

التالى بمتابعة وإشراف أمير تبوك.. مدينة الحجاج ب«حالة عمار» تقدم خدمات جليلة ومتنوعة لضيوف الرحمن