أخبار عاجلة

«جيهان».. حكايات حب وزواج وسياسة.. وحقوق المرأة.. ونجاة من الموت

«جيهان».. حكايات حب وزواج وسياسة.. وحقوق المرأة.. ونجاة من الموت
«جيهان».. حكايات حب وزواج وسياسة.. وحقوق المرأة.. ونجاة من الموت
عند العشرينات من القرن الميلادي الماضي؛ التقى في إنجلترا الشاب الطالب بكلية طب جامعة «شيفيلد» صفوت رؤوف، بالفتاة البريطانية «غلاديس تشارلز كوتريل»، فتزوجا وأنجبا «جيهان» نهاية أغسطس 1933 كابنة ثالثة بين أربعة أبناء (توفيت أمس الجمعة).

ومع نهاية الأربعينات الميلادية حين بلغت «جيهان» الـ15 ربيعاً؛ قضت عطلتها في «السويس» بدعوة من إحدى قريباتها، وهناك التقت بالقومي المتحمس الذي كان يسعى لإخراج البريطانيين من مصر، وأحد مجموعة الضباط الأحرار للإطاحة بحكم الملك فاروق، الضابط السابق في الجيش المصري محمد أنور السادات، المطلق سراحه من السجن بتهمة التعاون من جاسوسيين ألمانيين (1942)، والأخرى لارتباط اسمه بهجمات على مسؤولين موالين لبريطانيا (1946).

عندما تقدَّم «السادات» لخِطبة «جيهان»؛ كان لا يزال والداها متخوفين من علاقتها معه على الرغم من تبرئة «أنور» وإطلاق سراحه من السجن، وفارق السن بينهما وأنشطته الثورية، وكونه فقيراً ومطلقاً زوجته الأولى وله منها 3 بنات، إلا أنها تحدثت مع والديها عن نية زواجها من «أنور»، فكان لها ما أرادت نهاية مايو 1949، وأنجبا 3 بنات «لبنى ونهى وجيهان» وابناً واحداً «جمال».

تلك الزيجة التي استمرت 32 عاماً مع «أنور»؛ أضحت «جيهان» في دائرة الأضواء والسيدة الأولى في مصر بعد أن أصبح زوجها رئيساً لمصر مغيراً مجرى التاريخ المصري.. ولم تبق بعيدة عن الأنظار مثل من سبقنها من زوجات القادة، بل صممت على السير في طريق مختلف.

حين بدأت «جيهان» منذ وقت مبكر في الدعوة لتغيير وضع المرأة المصرية؛ أنشأت في 1967 جمعية تعاونية في قرية «تالا» بمحافظة المنوفية (التي ينتمي لها «أنور»)، لتعليم الفلاحات «الحرف اليدوية» من أجل الحصول على الاستقلال الاقتصادي عن أزواجهن.. وللتأكيد على تعليم المرأة؛ التحقت بجامعة القاهرة لدراسة الأدب العربي في الـ41 لعمرها (تخرجت 1978)، ونالت «الماجستير» عام 1980.

ولما أثرت «جيهان» على زوجها «أنور» لمنح المرأة المصرية مزيداً من الامتيازات؛ أصدر مجموعة قوانين، منها: تخصيص 30 مقعداً في البرلمان للنساء، ومنحت المرأة حق الطلاق لتعدد الزواجات والاحتفاظ بحضانة أطفالهن.

وأثناء «حرب 67» ترأست «الهلال الأحمر المصري» و«جمعية بنك الدم المصري».. لتتوالى عليها عقبها مناصب الرئاسة في عدة منظمات، منها: الرئاسة الفخرية للمجلس الأعلى لتنظيم الأسرة، ورئاسة الجمعية المصرية لمرضى السرطان، وجمعية الحفاظ على الآثار المصرية، والجمعية العلمية للمرأة المصرية، وجمعية رعاية طلاب الجامعات والمعاهد العليا، وأنشأت دوراً للأيتام، ومرفقاً لإعادة تأهيل المحاربين المعوقين.

في «حادثة المنصة» التي اغتيل فيها «أنور السادات» أثناء العرض العسكري بمدينة نصر بالقاهرة (6 أكتوبر 1981) احتفالاً بذكرى انتصار حرب اكتوبر 1973؛ كانت «جيهان» تجلس بأمان خلف الزجاج المضاد للرصاص الذي رفض «أنور» استخدامه فلم تصب بأذى.. وبعد تلك الحادثة التي رحل فيها «أنور»؛ دخلت في عزلة لمدة عام.. ولما خرجت من «الحداد»؛ استأنفت إلقاء المحاضرات وإعداد رسالة «الدكتوراه» في جامعة القاهرة.

بعد وفاة زوجها «أنور» بـ3 أعوام (1984)؛ لبت دعوة رئيس جامعة «ساوث كارولينا» الأمريكية للتدريس بالجامعة (حصلت منها على «الدكتوراه الفخرية» 1979)، ولكنها تركت الجامعة في 1986 لتصبح أستاذة زائرة في جامعة «رادفورد» في فرجينيا.. وفي عام 1993 أصبحت أستاذة الدراسات الدولية في جامعة «ميريلاند»، ومنحت كرسياً للسلام والتنمية باسم زوجها الراحل «أنور السادات».

وبالأمس التحقت «جيهان» (88 عاماً) بزوجها الراحل «أنور السادات» إلى الرفيق الأعلى، بعد صراع قصير مع المرض، إذ أصيبت منذ ما يقرب من عامين بـ«السرطان» وعولجت بالخارج ثم عادت لبلادها، وفي الأسبوعين الماضيين دخلت حالة حرجة من المرض وبقيت في العناية المركزة ثم تحسنت، وقبيل وفاتها بساعات تردت صحتها إلى أن رحلت عن الدنيا.

وأقيمت جنازتها بـ«المنصة» أمام النصب التذكاري للجندي المجهول بمدينة نصر شمالي القاهرة، حيث اغتيل زوجها «أنور السادات» ودفنت بجواره، وقد منحها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي «وسام الكمال».


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

السابق عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو فاشل وحكومته تخلت عن أبنائنا
التالى محمد عبده الأول.. فمن العاشر؟