وخص سموه الكريم مؤسسة الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالذكر، في سياق رؤية تطويرية له، سيكون لها بالغ الأثر، وعظيم النتائج في مستقبل هذا الصرح الطبي المتخصص حيث قال سموه: «وفي القطاع غير الربحي نعمل اليوم على مبادرة على وشك الانطلاق، وهي تحويل مستشفى الملك فيصل التخصصي إلى مستشفى غير ربحي مملوك للحكومة بالكامل لكن هدفها غير ربحي».
«مستشفى تقريباً تمول بما يقارب عشرة مليارات ريال من ميزانية الدولة وتحصل إيرادات تقريباً ستة مليارات ريال؛ لكن لو مثلاً نظرت لرقم واحد فيها مدة قضاء المريض فيها تقريباً ضعف المدة المتعارف عليها صحياً، واحد مفروض يجلس أربعة أيام يجلس في التخصصي ثمانية أيام، فيفترض أربعة أيام ويخرج المريض، فهذه ترفع الإيرادات إلى الضعف في مستشفى الملك فيصل التخصصي، مما يعني الإيرادات بترتفع من ستة مليارات إلى 12 مليار ريال، أضف عليها ميزانية الحكومة فتتكلم عن مبلغ ضخم جداً تقريباً 22 مليار ريال».
سوف تستطيع من خلاله أن تتوسع في الأبحاث وتتوسع في فتح فروعها وتتوسع في تقديم خدماتها الطبية بشكل أكبر جدا في داخل مستشفى الملك فيصل في الرياض وفي جدة والمدينة وفي مناطق أخرى داخل المملكة العربية السعودية وبهدف غير ربحي، كل هذه الإيرادات تعود مرة أخرى إلى استثمارات صحية داخل المملكة العربية السعودية.
إن هذه الغاية النبيلة تترافق وتتعاضد -بلا شك- مع رؤية هذا الصرح الصحي المنيف، والمتمثلة في أن يكون الخيار الأمثل لكلّ مريض في مجال تقديم الرعاية الصحية التخصصية، متطلّعاً خلال مسيرته الحافلة بالإنجازات إلى تحقيق رسالته المنظورة في خدمة المجتمع بتوفير أعلى مستويات الرعاية الصحية وأفضل تجربة للمرضى في بيئة تعليمية وبحثية متكاملة.
لقد كان ذلك هدفه وديدنه منذ إنشائه وما شهده من تمدد وتطور في منشآته وأقسامه ومعامله وافتتاح مركز أبحاثه، لتتوالى الإنجازات تباعاً في كل المجالات والتخصصات خاصة علاج الأمراض المستعصية مثل الأورام وأمراض القلب والأمراض الوراثية، ويتألق المستشفى وهي تمضي في مجال الزراعات لكل أعضاء الإنسان وتطبيق أحدث الأساليب والتقنيات الجراحية في هذا المجال، إضافة إلى التوسعات الكبيرة التي طالت الكثير من مفاصلها، أعقبه تشغيل تخصصي جدة في بداية الألفية الجديدة، وتحوله إلى مؤسسة عامة بعد ذلك بعامين، وافتتاح مركز الملك عبدالله للسرطان وأمراض الكبد وأخيراً، وليس آخراً، افتتاح تخصصي المدينة المنورة.
لقد رافقت هذه المراحل نجاحات عظيمة وإنجازات باهرة، جعلت من هذا الصرح الصحي العملاق مؤسسة ذائعة الصيت عالمياً، يفتخر بها الوطن، معتمدة في الداخل والخارج من عدة لجان ومنظمات مثل اللجنة المشتركة الدولية لاعتماد المنشآت الصحية، وسباهي وشهادة التميز في التمريض من مركز اعتماد وتقييم مهنة التمريض الأمريكي الماجنت وغيرها من الجوائز والاعتمادات والشهادات العالمية، وذلك كفاء ما يقوم به من منجزات عزيزة على الحصر، وتكفي الإشارة في ذلك إلى أنّ هذا الصرح أصبح الأبرز في مجال زراعة الأعضاء بأحدث التقنيات الطبية «الروبوتات»، فاقت في عددها الإجمالي الـ(1600) عملية متنوعة، بما وضع المملكة ضمن العشرة الأوائل على المستوى العالمي في مجال زراعة القلب، والأولى في زراعة نخاع العظم لمرضى الأنيميا المنجلية، وهذا التوسّع والنجاح الباهر شمل زراعة جميع أعضاء الجسم بلا استثناء، ولهذا أصبحت المملكة العربية السعودية الثالثة عالمياً من حيث نسب التبرع بالأعضاء من الأحياء، كما يملك المستشفى بنكاً للعظام، مستعداً لتقديم خدماته في أي لحظة.
إن تاريخ هذا الطود الطبي التخصصي، الذي يمضي نحو بلوغ نصف قرن من الزمان وشيكاً، وما يزخر به من إمكانيات، ويزدهي به من عقول وطاقات وإدارة واعية مستنيرة سيجعله قميناً وجديراً بأن يكون عاملاً مساعداً، وعنصراً مهماً في تحقيق التحوّل الصحي الذي تنشده رؤية المملكة 2030، وسيكون علامة فارقة بفضل الرعاية التي يجدها حالياً وفق منظور ولي العهد المتراحب برؤيته النضرة إلى آفاق دونها السماء الأعلى، ومدارات النجوم السوابح في سديم لا محدود الأفق. لقد لمست بنفسي حرص القائمين على منظومة التخصصي جهدهم المتفاني في إنزال الرؤية المباركة على أرض الواقع.
فليطمئن المواطن على مستقبله الصحي الذي بشر به ولي العهد محمد الخير.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.