هل يمكن أن تؤدي الرطوبة إلى جفاف البشرة في الصيف؟

هل يمكن أن تؤدي الرطوبة إلى جفاف البشرة في الصيف؟
هل يمكن أن تؤدي الرطوبة إلى جفاف البشرة في الصيف؟

بدأنا نعتمد بشكل كبير على مكيفات الهواء للحفاظ على برودة منازلنا وأماكن العمل اليوم وخصوصاً مع ارتفاع مستويات درجات الحرارة والرطوبة وحلول فصل الصيف في المملكة العربية السعودية. وصحيح أننا نشعر بالراحة في الجو البارد في الداخل، إلا أن قضاء ساعات قليلة في مكان مُكيَّف يمكن أن يتسبب بجفاف بشرتنا مصحوباً بحكة وحساسية وبهتان وحتى خطوط دقيقة.

ودون اتخاذ الخطوات المناسبة للحفاظ على رطوبة بشرتكم، يمكن أن يقلل التعرض المستمر لمكيفات الهواء من مرونة الحاجز الواقي للبشرة والذي يسمى أيضاً «أدمة البشرة». وتُعدّ هذه الطبقة ضرورية لصحة البشرة، حيث تمنع دخول الأجسام الغريبة إلى الجسم وتحتفظ بالمياه داخل خلايا الجلد. ويعكس المحتوى المائي للأدمة مستوى الرطوبة حولها، فعندما تضعف تبدأ «التشققات» في الظهور، مما يؤدي إلى تبخر الماء بسهولة وجفاف البشرة وخشونتها وتقشرها ويتسبب بالحكة والالتهاب الذي نكرهه جميعنا.

قالت نعومي سيمبسون، العالمة الأساسية في دايسون التي تقضي معظم وقتها في دراسة العوامل البيئية التي تؤثر على البشرة: «ينتج جفاف البشرة عن التفاعلات المعقدة بين العوامل البيئية والفردية، بما في ذلك انخفاض درجة الحرارة وانخفاض نسبة الرطوبة والتعرض للمواد الكيميائية والكائنات الدقيقة والشيخوخة والضغط النفسي». وتؤكد نعومي على أهمية حماية بشرتكم وتشارككم أهم النصائح حول طرق الحفاظ على جودة الهواء ومستويات الرطوبة في المنزل للاستمتاع بجودة الهواء الداخلي الصحي وببشرة صحية أيضاً.

الاستفادة القصوى من منتجات العناية بالبشرة:

بغض النظر عن نوع بشرتكم، يمكن أن يساعدكم الروتين اليومي للعناية بالبشرة في الحفاظ على صحة البشرة بشكل عام. اختاروا منظف لا يترك بشرتكم مشدودة بعد غسلها ونظفوا وجوهكم مرتين على الأكثر يومياً كي تحتفظ البشرة بزيوتها الطبيعية. ويمكن للمرطب الجيد أن يفعل المعجزات، لكن احرصوا على استخدام مرطب خفيف ويعتمد مركبه على الهلام ولا يسد المسام. والأهم من ذلك، استخدموا واقياً شمسياً بشكل يومي لأن التعرض للأشعة فوق البنفسجية ليس مجرد حدث خارجي أو صيفي.

قد تُهدر أفضل منتجات العناية بالبشرة إن لم تهتموا بتنظيم الهواء داخل منزلكم باستخدام جهاز تنقية الهواء أو تنظيم الرطوبة أو كليهما. وعلى الرغم من أن منتجات العناية بالبشرة فعالة ومفيدة للغاية، إلا أن هناك أمراً يجب مراعاته وهو أن العديد من هذه المنتجات تهدف إلى حل مشكلة حدثت بالفعل. لكن إن اتخذتم تدابير وقائية لحماية بيئتكم، يمكنكم تجنب الوصول إلى مرحلة البشرة الجافة بشكل تام.

تنظيم الرطوبة:

تعتمد كمية الرطوبة التي يمكن للهواء الاحتفاظ بها على عوامل كثيرة، بدءاً من درجة الحرارة إلى المنطقة الجغرافية إلى الارتفاع عن سطح البحر. والرطوبة النسبية هي كمية بخار الماء في الهواء التي يستطيع أن يحملها الهواء. وتُظهر الأبحاث أن الرطوبة النسبية تكون بأفضل نسبة صحية بين 40% و70%. ولكن خلال الفترات الأكثر سخونة وبرودة، يمكن أن تقلل مستويات رطوبة الهواء من تعرضكم للهواء الجاف.

لمنع جفاف البشرة في الأمكنة المكيفة، احرصوا على عدم السماح لتيار الهواء بالتوجه مباشرةً إلى بشرتكم. وإذا كان ممكناً، فمن الأفضل تعديل سرعة الهواء ومراقبة مستويات الرطوبة باستخدام مقياس الرطوبة.

الاستثمار بجهاز ترطيب الهواء:

ضعوا في اعتباركم أثناء اختيار جهاز ترطيب الهواء رطوبة الغرفة بأكملها. واختاروا جهاز ترطيب يتمتع بمروحة لإخراج الهواء المرطب. ومن الضروري ضمان مستوى رطوبة متساوٍ في مختلف أنحاء الغرفة كي تستفيدوا من الرطوبة أينما كنتم في تلك المساحة. ونظراً لتقدم التكنولوجيا، فإن معظم أجهزة الترطيب تمتلك وضعاً تلقائياً يساعد في الحفاظ على الرطوبة المناسبة لكم.

ومن المهم أيضاً العناية بالجهاز بشكل صحيح حيث يتعين أن يتم تنظيف جميع أجهزة الترطيب لمنع تراكم المخلفات المعدنية التي تتشكل بشكل طبيعي مع مرور الوقت بعد التعرض للماء، ومن المعروف أن المياه الراكدة هي أرض خصبة لتكاثر البكتيريا. ويترتب الشيء ذاته داخل خزان المرطب. ولا تعالج بعض الأجهزة المياه داخل الخزان بشكل فعال، لذا ابحثوا عن تلك التي تستخدم تقنية الأشعة فوق البنفسجية لقتل أي بكتيريا في الماء قبل أن يتم نشرها في الغرفة.

الحد من التعرض للمواد الملوثة:

يمكن أن يؤدي تلوث الهواء أيضاً إلى تفاقم حالة البشرة. فمن خلال قضائهم للمزيد من الوقت في الداخل، سيزيد الأشخاص نسبة تعرضهم للملوثات خلال أداء الأنشطة اليومية مثل الطهي والتنظيف. ويمكن العثور على المركبات العضوية المتطايرة وأكسيد النيتروجين والجسيمات الملوثة مثل المواد المسببة للحساسية وغبار الكربون وحبوب الطلع في الهواء الداخلي والخارجي على حد سواء. على سبيل المثال، في كل مرة نقوم فيها بالطهي، ينبعث من الفرن أبخرة عديدة. ويمكن أن تساهم الشموع أيضاً في نشر ملوثات الهواء مثل غبار الكربون والمركبات العضوية المتطايرة. من ثم تقترن مصادر تلوث الهواء الداخلي هذه مع الملوثات الخارجية التي تُحتجز بالداخل في المنازل الحديثة محكمة الإغلاق.

إن بشرة الإنسان، وخاصة الطبقة العليا من البشرة، هي أول المناطق للدفاع ضد ملوثا الهواء والأكثر تعرضاً لها. وأظهرت الأبحاث الهامّة في السنوات الأخيرة إلى أي مدى يمكن أن تسهم الملوثات في «تكسير» السيراميد وإضعاف البشرة. ويمكن أن تتداخل الملوثات المختلفة مع الوظيفة الطبيعية للبشرة عن طريق الضرر التأكسدي، حيث لاحظ العلماء أنها يمكن أن تؤدي إلى شيخوخة البشرة أو التسبب بحالات الالتهاب أو الحساسية والصدفية وحب الشباب.

هذا ويصيب مرض الصدفية، وهو مرض مناعي يتسبب في ظهور بقع حمراء متقشرة على بعض أنواع البشرة وبقع متغيرة اللون على أنواع أخرى من الجلد، حوالى 125 مليون شخص في جميع أنحاء العالم. ويعد شائعاً بشكل خاص في المملكة العربية السعودية حيث يقدر انتشار الصدفية في المنطقة الشرقية بنسبة 5.3%، ويصاب 53% من مرضى الصدفية بالحالة قبل بلوغ سن 30 عاماً. وبالنسبة للعديد من الأشخاص الذين يعانون من الصدفية أو البشرة شديدة الحساسية، يمكن أن يتسبب الهواء الجاف في ظهور الأعراض، ويمكن أن تسبب ملوثات الهواء مشاكل عند هبوطها على البشرة أو استنشاقها. وتكون مع أي مرض صدفي، الكثير من الأشياء خارجة عن سيطرتكم، إلا أنّ الحفاظ على رطوبة البشرة والحصول على جهاز لتقنية الهواء في منازلكم سيضمن خلوها من السموم للسيطرة على الأعراض.

يجمع عدد من أجهزة الترطيب بين تنقية الهواء والترطيب لإدارة مستويات الرطوبة والملوثات في وقت واحد. ابحثوا عن أجهزة تنقية الهواء ذات المرشح المعتمد من HEPA وفلاتر محكمة الإغلاق ونسبة عالية من جذب الملوثات والجسيمات والغازات بما في ذلك الفورمالديهايد.

وأضافت نعومي: «إذا تعرضنا للهواء السيئ طوال فترة وجودنا بالداخل فإننا سنزيد من تعرض بشرتنا لهذه الملوثات. وهناك الكثير من الأبحاث التي تظهر أن تأثير التلوث يؤدي إلى تغيرات مختلفة في البشرة ترتبط بتسارع شيخوخة البشرة. وهناك بعض الأشياء في مجال العناية بالبشرة التي لا يمكننا التحكم فيها مثل الجينات، لكن يمكننا التحكم في البيئة التي نقضي فيها معظم وقتنا».


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

التالى محمد عبده الأول.. فمن العاشر؟