باحث: زيارة السيسي للسودان أمن قومي وتكامل اقتصادي مع أفريقيا

أكد رامي إبراهيم الباحث في الشؤون الدولية، أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، تحرص على تعزيز التعاون المشترك مع دول القارة الإفريقية، في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وخاصة دول الجوار والدول التي تربطها بها علاقات تاريخية ومنها السودان.

وقال الباحث في الشؤون الدولية، إن الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى السودان، مهمة جدا خاصة في هذا التوقيت الحرج وما تشهده المنطقة من أحداث وصراعات، مضيفا أنه من المتوقع أن يتم مناقشة مجموعة من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وتابع، أنه من أبرز هذه الملفات أزمة سد النهضة الإثيوبي بهدف تنسيق الجهود للوصول إلى اتفاق قانوني ملزم ومرضي لكل الأطراف، وأيضا ملف الجماعات المسلحة التي تهدد أمن البلدين إلى جانب الشقيقة ليبيا، والتي تتعرض لتدخلات وانتهاكات تركية، مضيفا أن ملف التكامل الاقتصادية من أولويات الرئيس السيسي بهدف زيادة معدلات التنمية وتحقيق عيشة كريمة للشعوب العربية والإفريقية.

وأضاف أن السودان يُعد بوابة مصر الخلفية على القارة الإفريقية، وهو ما يفرض ضرورة التقارب بين الجانبين بما يعزز دورهما، في مواجهة التحديات والمخاطر التي تؤكد ضرورة تعزيز التفاهمات السياسية والعسكرية والاقتصادية أيضا بتقديم الدعم المصري للسودان، بما يضمن صيانة الأمن القومي العربي والإفريقي.

وأوضح رامي إبراهيم، أن مصر وضعت استراتيجية لتنمية التعاون العسكري والاقتصادى مع السودان بهدف تحقيق التكامل الاقتصادى الإقليمى من خلال زيادة معدلات التبادل التجاري، وتعزيز التعاون التجارى والاستثمارى، وتبادل الخبرات الصناعية، والاستفادة من حجم الموارد الطبيعية التي تتوافر لدى البلدين.

وذكر أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ العام الماضي نحو 862 مليون دولار، منها 496 مليون دولار صادرات مصرية للسودان، و366 مليون دولار واردات، مشيرا إلى أن عدد المشروعات المصرية في السودان، فقد بلغ حوالي 229 مشروعًا خلال الفترة برأس مال بلغ حوالي 10.8 مليارات دولار وقد تركزت في القطاعات الصناعية والزراعية والخدمية.

وقال الباحث في الشؤون الدولية، إنه من الملاحظ من خلال الأرقام أن العلاقات التجارية الحالية بين البلدين لا ترقى للإمكانات والقدرات الكبيرة المتوافرة لديهما، وخاصة حجم الموارد الطبيعية الهائلة وأيضا الثروة البشرية الكبيرة، لذلك يسعى الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى دعم كل الجهود التي تؤدي إلى الاستغلال الأمثل لهذه الموارد.

وشدد، على أهمية وضع استراتيجية مشتركة بين رجال الأعمال والمستثمرين من البلدين بالتنسيق مع الجهات الحكومية تهدف إلى دراسة الفرص التجارية المتاحة بالقطاعات ذات الاهتمام المشترك وتنسيق الجهود لتعزيز الاستفادة من المزايا والتسهيلات التى تتيحها اتفاقية "الكوميسا" لدفع معدلات التبادل التجارى بين البلدين، والتغلب على أى عقبات من شأنها أن تعيق انسياب حركة التجارة.

وأشار إلى أن مصر تعمل على إزالة الحواجز والعراقيل من جانب النظام السودانى السابق، حيث كان يمنع دخول المنتجات المصرية فترة من الفترات، كما أن هناك قائمة سلبية كبيرة تضعها الحكومة السودانية على أكثر من 40 سلعة مصرية.

وأكد رامي إبراهيم، أهمية تحقيق التكامل الاقتصادي والتنسيق والتعاون السياسي والعسكري مع دول شمال إفريقيا وأيضا الدول المطلة على البحرين الأحمر والأبيض لمواجهة  المشروع التوسعي التركي العثماني الذي يهدد الأمن والسلم الإقليمي، وأيضا المشروع الإيراني المزعزع لأمن الخليج العربي.