أخبار عاجلة

في ذكرى وفاتها.. رحلة بديعة مصابني من فرقة جورج أبيض والقمة إلى الهروب

في ذكرى وفاتها.. رحلة بديعة مصابني من فرقة جورج أبيض والقمة إلى الهروب
في ذكرى وفاتها.. رحلة بديعة مصابني من فرقة جورج أبيض والقمة إلى الهروب

تحل اليوم ذكرى وفاة الراقصة الأشهر في مصر والعالم العربى في القرن العشرين بديعة مصابني.

خاضت بديعة مصابني رحلة مضنية لتصل إلى عرش الرقص الشرقي بمصر، بعد أن نجحت في الانضمام إلى فرقة جورج أبيض، ومنذ اليوم الأول الذي عملت فيه برزت وجذبت إليها الأنظار بمواهبها المتعددة.

كان من بين نجوم الفن آنذاك الشيخ أحمد الشامي الذي كان يبحث عن بطلة تتمتع بهذه المواهب كلها وما إن سمع عن بديعة وموهبتها المتفردة سعى لضمها إلى فرقته وأسند إليها أدوار البطولة مقابل راتب شهري كبير.

جاءت نقطة انطلاق بديعة الحقيقية نحو الشهرة والمجد بلقائها مع الثنائي نجيب الريحاني وبديع خيري وانضمامها إلى فرقة الريحاني الفنية، حيث كان مسرح الريحاني ملتقى لجمهور من طبقة الموظفين والشوام المهاجرين والتجار المستورين، لتجد بديعة نفسها في بؤرة الشهرة والأضواء، وقد ساعدتها سماتها الشخصية والأنثوية وما تمتلكه من أنوثة ودلال وقدرة على الرقص والغناء وإضفاء الجاذبية على تحقيق تركيبة عجيبة ونادرة فى بيئة محافظة مثل مصر في ذلك الوقت.

ظلت بديعة مرتبطة بعالم الريحاني وتوجت علاقتهما بالزواج في سبتمبر 1924، ولكن بالرغم من قصة الحب القوية التي ربطت بينهما بديعة والريحاني إلا أن الحياة بينهما لم يقدر لها الاستمرار، وقيل إن الغيرة بين الاثنين والتنافس الفني في طريق الشهرة والنجومية كانا السبب في انفصالهما.

استطاعت بديعة بموهبتها الفنية وقدراتها الخاصة فى مجال الحسابات والتجارة أن تجعل من "كازينو بديعة" مؤسسة اقتصادية متكاملة لها وزنها في صناعة الفن في مصر والنجوم من مطربين وملحنين وراقصات كتبوا تاريخ مصر الفني والسينمائي سنوات طويلة بعد ذلك من أمثال محمد عبدالمطلب وإبراهيم حمودة من المطربين ونادرة ولوردكاش من المطربات وفريد الأطرش ومحمود الشريف ومحمد فوزي من الملحنين والمطربين وثريا حلمى وإسماعيل ياسين ومحمود شكوكو من المنولوجستات وحكمت فهمى وأمينة محمد وحورية محمد وببا عزالدين وتحية كاريوكا وجمالات حسن وهاجر حمدى وسامية جمال وغيرهم ممن تخرجوا من مدرسة بديعة الفنية.

وذكرت بديعة مصابني، في أحد أحاديثها الإذاعية أن الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب عمل لديها فى صالتها وكان يقدم حفلات غنائية جمهورها من النساء فقط وهو ما كان يطلق عليه في ذلك الوقت "ماتينيهات حريمي".

مع بداية الحرب العالمية الثانية تحول كازينو بديعة من مسرح يرتاده الكبار من صفوة المجتمع والساسة في مصر قبيل قيام الحرب العالمية الثانية، إلى مجرد ملهى ليلي، مسخر للترفيه عن الجنود البريطانيين المتواجدين في مصر خلال تلك الفترة، وأقامت بديعة خلال تلك الفترة صداقات مع جنود وقيادات بريطانية عسكرية في مصر وهو ما ساعدها حين اضطرت للهروب من مصر لاحقا.

كما كان مصنعا لنجوم الفن والتمثيل والرقص والغناء فى ذلك الوقت فإن هذا المسرح قدم أيضا ثلاث راقصات ارتبط اسمهن بعالم السياسة فى عدد من القضايا أولهن حكمت فهمي التي قامت قبل نشوب الحرب العالمية برحلة لإيطاليا وألمانيا والمجر ورقصت أمام هتلر وموسوليني.

وتعرفت على شاب ألمانى والدته مصرية اسمه حسين جعفر وكان جاسوسًا لألمانيا فتعرف بدوره على أنور السادات والفريق عزيز المصرى وعرفت عوامة حكمت فهمى اجتماعات هؤلاء الذين كانوا يرغبون فى الاتصال بالألمان من أجل طرد الانجليز من مصر إلا أنهم وقعوا فى يد المخابرات البريطانية فصدر حكم ضد الراقصة حكمت فهمي بالسجن لمدة 30 شهرًا وطرد السادات من الخدمة العسكرية.

انتهت الحرب العالمية الثانية ورحل رواد مسرح بديعة من الجنود الإنجليز وحلفائهم عائدين إلى أوطانهم وحاولت بديعة العودة، واستعادة مجدها المسرحي مرة أخرى إلا أن معظم المواهب التي كانت تشكل أركان مسرح بديعة من قبل كانت قد ذهبت وانخرطت فى مجال السينما ليخسر بذلك مسرح بديعة الاستعراضي هؤلاء النجوم السينمائيين إليها.

فقدت بديعة أعضاء فرقتها وكبرت فى السن ففشل فيلمها «أم السعد» 1946، ناسفًا نجاحاتها السابقة فى أفلام ابن الشعب 1934، وملكة المسارح 1936، والحل الأخير 1937، وليالى القاهرة 1939، وبدأت في الوقت نفسه الجهات الحكومية المصرية تلاحقها وتطالبها بمبلغ ضخم قيمة ما عليها من ضرائب عن الثروة التى كونتها من خلال مسرحها بعماد الدين فى فترة الحرب العالمية الثانية وهى الضرائب التي بلغت ما يقرب من 47 ألف جنيه وهو مبلغ يعد ضخمًا بمقاييس تلك السنوات.

وإزاء هذا المأزق الحرج الذى وجدت بديعة نفسها فيه قررت الهرب من مصر عام 1947 وجمعت ذهبها وأموالها ثم تنكرت في زي راهبة كما ذكرت في مذكراتها واتفقت مع طيار إنجليزي كانت تعرفه من خلال ارتياده لمسرحها فى فترة الحرب على أن يهربها من مصر وذهبت إليه في الموعد المتفق عليه فى مطار روض الفرج آنذاك وطارت إلى لبنان لتبدأ حياة جديدة فى مجال التجارة بمدينة «شتورة» عام 1950، وتنتهى بذلك رحلة فنية امتدت على مدار 37 عاما تزعمت فيها بديعة مملكة الليل وسلطنة الرقص الشرقى فى مصر.

وقد قدم هروب بديعة مصابني من مصر الشهرة على طبق من ذهب، إلى لبنانية أخرى هى الراقصة "ببا عز الدين"، التى خلفتها على عرش مملكة الرقص الشرقي، لتصبح فى تلك الفترة وبالرغم من عمرها القصير واحدة من أشهر راقصات مصر فى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الفجر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الفجر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

السابق مديحة كامل تكشف عن أسباب نجوميتها في لقاء نادر
التالى فوز "حالة خاصة ومسار إجبارى والكبير أوى 8" بجوائز الأفضل من كاس إنرجي