غير مصنف

الكوكب على حافة الانهيار.. حوار مع الدكتور وفيق نصير عن أمن المناخ...الأمس السبت، 20 ديسمبر 2025 06:21 مـ

تحدث الدكتور وفيق نصير، عضو البرلمان العالمي للبيئة، في حوار حصري عن كوكب يقترب من حافة الخطر، مشدداً على تداخل أزمات المناخ مع الأمن المائي والغذائي.

كيف ترى حالة البيئة في العالم اليوم؟

لو طلبتم مني أن أقدم "صورة أشعة" للكوكب اليوم، فسأقول إن الأرض تعاني من متلازمة مركبة، وليست مجرد مرض واحد.

المناخ يزداد سخونة – فقد تجاوزت درجة الحرارة العالمية عتبة 1.5 درجة مئوية مؤقتاً في 2024 حسب تقرير IPCC الأخير – والموارد المائية تتراجع حيث يواجه 2.5 مليار شخص ندرة حادة، والأنظمة البيئية تفقد تنوعها الحيوي بسرعة غير مسبوقة، وكل ذلك بينما يرتفع عدد السكان والاستهلاك.

الكوكب لم يعد يحتمل نمط الإنتاج والاستهلاك الحالي، ونحن نقترب من تجاوز حدود آمنة لا رجعة بعدها، ما الذي يقلقك أكثر في هذه اللحظة؟

أكثر ما يقلقني هو تداخل الأزمات: تغير المناخ لا يأتي وحده، بل يهدد الأمن المائي والغذائي والصحي، مع حروب وصراعات تسحب الموارد من حماية البيئة إلى صناعة السلاح، حين تجتمع الحرارة المرتفعة مع ندرة المياه، وتدمير الأراضي الزراعية، وعدم قدرة الحكومات على تمويل التكيف، تتحول الأزمة البيئية إلى تهديد للاستقرار السياسي والاجتماعي.

كيف ترى العلاقة بين الحروب والمخاطر البيئية، خاصة مع تشرنوبيل وغيرها؟الحروب الحديثة لا تقتل البشر فقط، بل تدمر ما يحميهم من الكوارث البيئية.

عندما يصبح مفاعل نووي أو محطة كيميائية جزءاً من ساحة المعركة، يمتد الخطر لقارات بأكملها لعقود؛ العالم يحتاج اتفاقاً دولياً صارماً يجرّم استهداف المنشآت النووية والكيميائية ومرافق المياه والطاقة، ويُعاملها كـ"مناطق منزوعة السلاح البيئي" لا يُسمح بالاقتراب منها عسكرياً.

كيف يترجم تغير المناخ على أرض الواقع في مصر؟

في مصر، يُقرأ التغير المناخي مباشرة على صفحة النيل والدلتا والسواحل، وهناك ضغط متزايد على المياه مع اقتراب نصيب الفرد من حد الندرة الشديدة (أقل من 500 متر مكعب سنوياً)، وتواجه الدلتا ارتفاع مستوى البحر بـ4 مم سنوياً وزيادة الملوحة وفقدان مساحات زراعية.

موجات الحرارة الشديدة وعدم انتظام الأمطار تؤثر على إنتاجية المحاصيل، والطلب على الكهرباء للتبريد، وصحة المواطنين خاصة كبار السن والأطفال والعمال في الهواء الطلق.هل نحن أمام أزمة مياه فقط أم أزمة أوسع تشمل الغذاء والطاقة؟نحن أمام "مثلث أزمة" يضم المياه والغذاء والطاقة.

نقص المياه ينعكس فوراً على الزراعة وأسعار الغذاء والاستيراد، مما يضغط على العملة. زيادة الطلب على الطاقة لتكييف الحرارة أو ضخ المياه تجعل الكهرباء عبئاً إلا إذا اعتمدنا الطاقة المتجددة وكفاءة الاستهلاك؛ لذا يجب النظر للملفات الثلاث كحزمة واحدة في الاستراتيجية الوطنية.

ما مفهومك للعدالة المناخية، وما يجب أن تطلبه الدول النامية مثل مصر؟

العدالة المناخية تعني أن من تسبب تاريخياً في الانبعاثات يتحمل النصيب الأكبر من التكلفة تمويلاً وتكنولوجياً. لا يمكن مطالبة دولة نامية بتقليل انبعاثاتها دون بدائل نظيفة ميسرة.

مصر والدول المشابهة تحتاج تمويلاً حقيقياً للتكيف، ونقل تكنولوجيا للطاقة المتجددة والزراعة الذكية وإدارة المياه، بعيداً عن القروض الباهظة.

بصفتك عضواً في البرلمان العالمي للبيئة، ما دور التشريع؟القانون خط الدفاع الأول.

نحتاج تشريعات تربط التخطيط العمراني بالاعتبارات المناخية، وتضع معايير صارمة لاستهلاك المياه والطاقة في الصناعة والزراعة والمباني. كما قوانين تضمن حق المواطن في هواء وماء نظيفين، وتشجع الاقتصاد الأخضر عبر حوافز وضرائب بيئية، وتلزم بتقييم الأثر المناخي قبل أي مشروع كبير.

ما أهم الأولويات العملية لمصر في السنوات القادمة؟

ثلاث أولويات واضحة:إدارة ذكية للمياه عبر تحديث الري، إعادة الاستخدام، وتقليل الفاقد.تسريع الطاقة المتجددة (شمس ورياح) مع برامج كفاءة في المباني والنقل والصناعة.حماية الدلتا والسواحل من الغرق والملوحة عبر مشروعات هندسية متوازنة، مع خطط لإدارة الأرض والهجرة الداخلية.

ما دور المواطن البسيط، وهل الملف ما زال نخبوياً؟لن ننجح إذا بقي الملف حبيس المؤتمرات.

المواطن شريك عبر سلوكه اليومي في الاستهلاك والنقل والنفايات. دور الدولة جعل السلوك الصحيح أسهل وأرخص، وفتح الباب لمبادرات الشباب والمجتمع المدني. عندما ينعكس التحسين على فاتورة الكهرباء وصحته، لن يبقى نخبوياً.

كيف تقيّم دور الإعلام، وما النموذج المثالي؟

الإعلام قطع خطوات، لكن التحدي أكبر. غالباً تُعرض القضايا كأخبار عابرة، بينما تفسر أزمات الاقتصاد والصحة.

أتمنى برامج بيئية ثابتة، ومنصات شبابية على التواصل تشرح العلم بلغة بسيطة، تربط المناخ بجيب المواطن وحياته، ليصبح الوعي ثقافة عامة.

ما رسالتك لصنّاع القرار وللشباب في مصر؟

لصنّاع القرار: التردد في المناخ أفدح كلفة من قرارات جريئة اليوم؛ الاستثمار في الطاقة النظيفة والتكيف بوليصة تأمين للمستقبل.

للشباب: هذه معركتكم الشخصية على صحتكم وفرص العمل في اقتصاد أخضر ووطن صالح للحياة. شاركوا بالعلم والمبادرات والرقابة، واعتمدوا نمط حياة يحترم الكوكب – ربنا يحمي مصر.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الطريق ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الطريق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مصر اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مصر اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا