شهدت العاصمة البلجيكية بروكسل اليوم احتجاجات عنيفة للمزارعين أمام مبنى البرلمان الأوروبى اعتراضًا على اتفاقية تجارية مثيرة للجدل بين الاتحاد الأوروبى ودول ميركوسور، بالتزامن مع انعقاد قمة قادة الاتحاد الأوروبى لمناقشة تمويل أوكرانيا باستخدام أصول روسية مجمّدة.

وفقًا لصحيفة "ذا تليجراف"، ألقى المتظاهرون البطاطس والبيض، وأطلقوا الألعاب النارية، وأغلقوا الطرق المحيطة بالبرلمان. كما اقتحم بعض المزارعين بجراراتهم صفوف الشرطة وأشعلوا النار فى الإطارات، ما أدى إلى تصاعد دخان كثيف فى الساحة، في حين استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المحتجين واعتقال بعضهم.

الاتفاقية المقترحة تلغى الرسوم الجمركية على معظم السلع بين الاتحاد الأوروبي وخمس دول من ميركوسور (البرازيل، الأرجنتين، أوروجواي، باراجواى، بوليفيا)، ما أثار مخاوف المزارعين الأوروبيين من خسارة أمام منتجات أرخص مستوردة من دول بمتطلبات بيئية وزراعية أقل صرامة.

في القمة، ناقش القادة الأوروبيون خطة لاستخدام أصول روسية مجمّدة لتمويل أوكرانيا، وسط معارضة بلجيكا وعدة دول أوروبية خوفًا من رد فعل موسكو، وتهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باللجوء لإجراءات قانونية ضد الشركات الغربية. وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكى أهمية التوصل إلى قرار إيجابى لضمان مستقبل أوكرانيا.

وتُعد احتجاجات المزارعين أمام البرلمان الأوروبي بمثابة تحذير سياسي قوي، فيما تعتبر القمة اليوم مصيرية لمستقبل أوكرانيا والأمن الأوروبي، وسط ضغوط متصاعدة من جميع الأطراف الدولية المعنية.