في قلب جبال الإنديز، حيث تتنفس الأرض ببطء تحت غلافها الناري، حذر علماء من أن العملاق النائم في جنوب تشيلي، بركان لونكيماي، قد يستيقظ من سباته الطويل خلال القرن المقبل، مطلقا العنان لثوران جديد قد يعيد إلى الأذهان مشاهد الرماد والحمم التي غطت المنطقة أواخر القرن الماضي.

وكشفت دراسة علمية حديثة عن احتمال مثير للقلق يفيد بأن بركان لونكيماي الواقع في منطقة لا أراوكانيا بجنوب تشيلي، قد يشهد ثورانًا خلال الـ 100 عام المقبلة، في سيناريو يعيد إلى الأذهان مشاهد الرماد والحمم التي اجتاحت المنطقة أواخر القرن الماضي.

وأشارت صحيفة التيمبو التشيلية إلى أن فريقا من الخبراء أكدوا أن البركان سجل 17 ثورانا على مدى 5500 عاما، وكان آخرها بين عامى 1988 و1999 حيث شكل المخروط البركانى الشهير المعروف باسم نافيداد، الدراسة تشير إلى أن احتمال حدوث ثوران جديد يتراوح بين 27% و61%  خلال القرن المقبل، وهو معدل وصفه العلماء بالمرتفع نسبيًا لبراكين هذه المنطقة من جبال الإنديز.

ويحذر الباحثون من أن النمو السكاني السريع في محيط البركان خلال العقود الأخيرة يزيد من مستوى الخطر والتعرض للكوارث، إذ يعيش آلاف السكان اليوم في مناطق يمكن أن تتأثر مباشرة بالرماد أو تدفقات الحمم البركانية في حال ثورانه.

كما شددت الدراسة على أهمية تحديث خطط الطوارئوتوفير بنية تحتية قادرة على الإجلاء السريع وحماية السكان والحيوانات، إضافة إلى تعزيز المراقبة البيئية لمستويات الغازات السامة والانبعاثات المحتملة.

وأكد العلماء أن الوعي المجتمعي هو خط الدفاع الأول، داعين السلطات إلى تزويد السكان بمعلومات دقيقة وواضحة عن المخاطر، وتجنب إقامة مشاريع سكنية في المناطق القريبة من مجاري الحمم القديمة أو الوديان البركانية.. وبينما لا يُتوقع ثوران وشيك، يخلص التقرير إلى أن لونكيماي يظل واحدًا من البراكين النشطة التي تتطلب مراقبة دائمة،  مؤكدين أن التخطيط المبكر قد يكون الفارق بين كارثة مفاجئة واستجابة منقذة للأرواح.