غير مصنف

سيتي سكيب 2025.. غياب الكبار وعروض “الوحدة هدية” يثيران جدل الركود والفقاعةاليوم الأحد، 28 سبتمبر 2025 04:59 مـ

وسط زخم إعلامي وحضور جماهيري تجاوز 40 ألف زائر، أسدل الستار على النسخة الرابعة عشرة من معرض ومؤتمر سيتي سكيب مصر 2025، الذي عُقد بمركز مصر للمعارض الدولية خلال الفترة من 24 إلى 27 سبتمبر، تحت رعاية رئيس الوزراء ووزارة الإسكان.

لكن خلف واجهات الأجنحة المضيئة والعروض الجذابة، برزت أسئلة ملحة: لماذا غابت بعض الشركات الكبرى عن المشاركة؟ وهل السوق يواجه تباطؤًا حقيقيًا أو حتى شبح فقاعة عقارية؟

أرقام 2024.. مرجعية الحاضر

معرض سيتي سكيب 2024 كان قد سجل نجاحًا غير مسبوق، حيث تخطت مبيعات الشركات المشاركة خلال أيامه 7 مليارات جنيه، بحسب تقارير رسمية. وحدها شركة كولدويل بانكر حققت مبيعات لصالح المطورين تجاوزت 7.263 مليار جنيه أثناء المعرض.

وعلى مستوى العام بأكمله، نجحت كبرى شركات التطوير العقاري في تحقيق قفزة استثنائية: فقد سجلت 21 شركة رائدة مبيعات تعاقدية تتجاوز 1.4 تريليون جنيه في 2024، مقارنة بحوالي 701 مليار جنيه فقط في 2023، أي نمو يقارب 100%.
كما أن أكبر 10 شركات حققت خلال النصف الأول من 2025 مبيعات تزيد على 651 مليار جنيه، بارتفاع 47% عن نفس الفترة من 2024.

هذه الأرقام تعكس أن السوق العقاري المصري، رغم التحديات الاقتصادية، كان في حالة توسع واضحة حتى وقت قريب، وهو ما يجعل المقارنة مع سيتي سكيب 2025 مثيرة للتساؤلات.

سيتي سكيب 2025.. مشهد مختلف

شارك في نسخة هذا العام أكثر من 80 مطورًا عقاريًا محليًا ودوليًا، وجرى عرض أكثر من 1000 مشروع متنوع بين السكني، الإداري، التجاري والفندقي، إضافة إلى مشروعات المدن الذكية والمستدامة.
ورغم ذلك، غابت أسماء كبرى عن الحضور، وهو ما اعتبره البعض مؤشرًا على حذر بعض المطورين الكبار من الإفصاح عن مشروعات جديدة في ظل التحديات الراهنة.

اللافت أن المعرض شهد عروضًا غير معتادة وصلت إلى حد “اشترِ وحدة واحصل على الثانية مجانًا”، بجانب خصومات ضخمة وخطط سداد مرنة تمتد لأكثر من عشر سنوات. هذه العروض، رغم جاذبيتها، حملت دلالة واضحة على أن بعض الشركات تواجه صعوبة في جذب العملاء بالأسعار المعتادة، ما دفعها إلى تبني سياسات تسويقية أكثر جرأة.

العملاء بين الإغراء والريبة

الإقبال الجماهيري لم يكن ضعيفًا، لكن السؤال الأهم: هل تحولت الزيارات إلى عقود فعلية؟ بعض الزوار رأوا في العروض فرصة نادرة للشراء والاستثمار، بينما تعامل آخرون معها بريبة، معتبرين أن تقديم وحدة هدية مع أخرى قد يكون انعكاسًا لوفرة معروض أكبر من حجم الطلب الفعلي.

هذه المفارقة بين كثافة الحضور وحجم التعاقدات النهائية ما زالت غامضة، إذ لم يُعلن حتى اللحظة رقم رسمي يوضح حجم المبيعات المتحققة خلال المعرض.

فقاعة أم تصحيح طبيعي؟

يرى خبراء أن السوق يمر بما يمكن وصفه بـ "مرحلة تبريد"، حيث تتباطأ قرارات الشراء مع ارتفاع الأسعار وتكاليف التنفيذ، لكن يظل الطلب الحقيقي قائمًا، مدفوعًا بزيادة سكانية واحتياجات مستمرة للسكن. بينما يذهب آخرون إلى أن غياب أرقام مبيعات قوية في المعرض مقارنة بالعام الماضي قد يكون أول إشارة على دخول السوق مرحلة ركود نسبي، تتطلب إعادة ضبط العلاقة بين العرض والطلب.

وبين هذا وذاك، فإن الأرقام السنوية للشركات الكبرى تؤكد أن السوق لم يفقد جاذبيته تمامًا، وأنه ما زال قادرًا على تحقيق مبيعات ضخمة، لكن وتيرة الإنجاز أصبحت مرتبطة أكثر بقدرة المطورين على ابتكار حلول تمويلية وتقديم أسعار تناسب المستهلك النهائي.

الدروس المستخلصة

العروض غير التقليدية كشفت أن الشركات تبحث عن سيولة سريعة أكثر من سعيها لتعظيم قيمة الاستثمار.

غياب بعض الكبار وضع علامة استفهام حول مدى ثقة اللاعبين الرئيسيين في قدرة السوق على استيعاب طروحات جديدة حاليًا.

الأرقام الغائبة عن مبيعات المعرض هذا العام مقارنة بـ 2024 تُعزز فرضية أن السوق بحاجة إلى إعادة توازن.

سيتي سكيب 2025 كان ناجحًا من حيث التنظيم والحضور والرسائل الرسمية حول استدامة القطاع، لكنه أثار تساؤلات ساخنة: هل نحن أمام تصحيح طبيعي بعد سنوات من النمو المتسارع، أم أن السوق يواجه تحديات أعمق تهدد استمرارية هذا الزخم؟
الإجابة قد تتضح خلال الأشهر المقبلة، مع إعلان الشركات عن نتائجها السنوية، لكن المؤكد أن القطاع العقاري يقف اليوم عند مفترق طرق: إما أن يستمر في النمو مدفوعًا بشراكات حقيقية وطلب مستدام، أو أن يواجه مرحلة تباطؤ تحتاج إلى تدخلات تنظيمية وتمويلية لضبط الإيقاع بين العرض والطلب.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الطريق ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الطريق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مصر اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مصر اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا