أخبار عاجلة
زلزال بقوة 5.9 درجات يضرب جنوب غربي الصين -

الذكاء البشري يتسلح بالإنسانية والعواطف أمام ثورة الذكاء الاصطناعي

الذكاء البشري يتسلح بالإنسانية والعواطف أمام ثورة الذكاء الاصطناعي
الذكاء البشري يتسلح بالإنسانية والعواطف أمام ثورة الذكاء الاصطناعي

بقلم: بيتر جاكوب، المدير العام، شركة “كارنت جلوبال الشرق الأوسط”.


لا شك في أن تجاهل تأثير الذكاء الاصطناعي في عالمنا اليوم، أمرٌ شبه مستحيل، إذ أصبحت البرامج والتطبيقات التي تعمل بهذه التقنيات، مسيطرة على مشهد التوجهات الرقمية المتنامية خلال السنوات الأخيرة، كما لها دور كبير في التحول نحو تحقيق أهداف الاقتصاد الرقمي، وهو ما حدا بمؤسسة “بي دبليو سي” PWC الشرق الأوسط في أحدث تقاريرها، للإشارة إلى أن منطقة الشرق الأوسط ستستأثر بنسبة 2% من الفوائد التي سيجنيها العالم من الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030، وهو ما يعادل مبلغًا فلكيًا يصل إلى 320 مليار دولار.

وباتت هناك العديد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي وحالات الاستخدام التي تشمل كافة المجالات منها: تشغيل المهام الصناعية المختلفة، وروبوتات الدردشة التفاعلية للإجابة عن الاستفسارات والأسئلة المتكررة، وقدرتها على اقتراح وسوم مرتبطة بمنشورات منصات التواصل الاجتماعي، كما أنها تمتد أيضًا لتشمل مجالاتٍ أخرى أكثر تقدمًا، مثل: مساعدة الخبراء الطبيين في تحديد المخاطر الصحية المحتملة لبعض الممارسات والعادات، وغيرها من الجوانب الأخرى.

لقد أصبح الذكاء الاصطناعي متغلغلًا في جميع جوانب حياتنا، إذ يبدأ العديد منا يومه بتفقُّد هاتفه والتنقل بين نوافذه وإشعاراته، والاطلاع على المقترحات والتفضيلات المختلفة في منصات المشاهدة والأفلام وغيرها من الأدوات والبرامج التي نستخدمها باستمرار.

وهناك الكثير من النقاشات التي تدور حول المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي وتأثيراته السلبية في البشرية، التي تبرز من بينها إمكانية تعرضها لسوء الاستخدام، فضلاً عن غيرها من المخاوف التي ترتبط بإمكانية حلول هذه الأدوات والتطبيقات محل عبقرية الإنسان، وتحد من قدرته على الابتكار والاستكشاف.

ورغم الثورة الكبيرة التي أحدثها الذكاء الاصطناعي في أنماط العمل ومستويات الأداء والكفاءة، إلا أنه لا يمكننا أبدًا غض الطرف عن المهارات الناعمة، التي يطلق عليها الكاتب والمحاضر الشهير سايمون سنيك اسم “المهارات الإنسانية”، ومنها: مهارات التواصل وإدارة الوقت والعمل ضمن روح الفريق الواحد، والتعاطف والتفكير النقدي، وروح المبادرة والإدراك الذاتي وغيرها، التي تظل الأساس الذي نبني عليه نجاحاتنا وتطورنا على الصعيد الشخصي، وهي غيضٌ من فيض لجوانب لا يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على اصطناعها بأي حال من الأحوال.

تزخر منطقة الشرق الأوسط بالكثير من الثقافات والتقاليد المتنوعة التي تعكس أهمية هذه المهارات البشرية وضرورتها الفائقة في حياتنا، فالتواصل الشخصي أو المهني يتطلب استحضار العواطف والأحاسيس وإدراك الفوارق البسيطة بين الناس والقدرة على فهم وجهات النظر التي تستند إلى خلفيات متباينة، وهي إمكانيات لا يمكن للذكاء الاصطناعي اكتسابها مهما بلغ من قدرة على التعامل مع البيانات الضخمة، على الأقل في الوقت الراهن؛، فالذكاء العاطفي والتفاعل الاجتماعي هي سمات نابعة من جوهر التكوين الإنساني الذي لا تضاهيه أي تطبيقات أو برامج أو تكنولوجيا حديثة.

إن التقدير الكبير الذي تحظى به العلاقات الشخصية والديناميكيات المتشابكة ببعضها في هذه المنطقة، تجعل من المهارات البشرية أكثر أهميةً، إذ إن القدرة على تغيير نمط الشخصية بسرعة، ومعرفة الفروقات الدقيقة في العلاقات وتحديد طبيعة المواقف والأحداث وتقييمها بمجرد الإحساس، هي سمات حصرية لا يتمتع بها سوى الإنسان في طريقة تواصله على نحوٍ فعال مع الآخرين. وهذه المهارات الفريدة تجعل من الإنسان محورًا للتجارب الثرية، وأساسًا راسخًا نبني عليه علاقاتنا الاجتماعية والمهنية.

ظهرت خلال أزمة (كوفيد-19) وما صاحبها من إجراءات وقائية، حاجةٌ ملحةٌ لتبني التوجهات الرقمية بشكل أكبر في التواصل مع الآخرين وحتى إتمام المهام العملية، وكانت تقنيات الذكاء الاصطناعي أحد العوامل التي عززت من قدرتنا على تخطي تلك الفترة، علاوة على أنها ساهمت في تعزيز جودة حياتنا وتسهيل الأدوار التي نؤديها، مما يؤكد ضرورة التفكير في المستقبل والكيفية التي ستصل إليها اعتمادنا كبشر على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها. ورغم ذلك، ما زلنا كبشرٍ، نبحث عن خوض التجارب الإنسانية الحقيقية، ونسعى لبناء علاقات أعمق مع عائلاتنا وأصدقائنا والالتزام بقضاء أوقات أفضل مع أحبابنا.

وفي الوقت الذي نغوص فيه إلى أعماق جديدة في بحور العوالم الرقمية، فحريُ بنا ألا ننسى بأن العنصر البشري يبقى العامل الأهم في معادلة قوانين وسلوكيات التعايش والتواصل مع الآخرين، وهي من تجعل قصصنا وذكرياتنا عزيزة علينا وراسخة في أذهاننا.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة البوابة العربية للأخبار التقنية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من البوابة العربية للأخبار التقنية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

السابق جوجل تطرح مواصفات الإضافات الجديدة لمتصفح كروم الأسبوع المقبل
التالى OpenAI توظف مهندسى الأبحاث لإعادة بناء فريق روبوتات.. تفاصيل