في الآونة الأخيرة كانت الجماهير تندهش من احتلال سويسرا لمراكز متقدمة في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، لكنها أثبتت هذا الصيف أنها تستحق هذه المكانة الكبيرة بعدما صنعت تاريخا في بطولة أمم أوروبا.
ومنذ عام 2012 لم تحتل سويسرا مركزا أبعد من 16 في تصنيف الفيفا لتكون على رأس المنتخبات التي لا يُتوقع أن تكون في القمة وتحتل الآن المركز 13 بفارق مركز واحد خلف ألمانيا بينما تتفوق بثلاثة مراكز على هولندا.
ولا يشكل التأهل لكأس العالم أو بطولة أوروبا مشكلة لسويسرا حيث بلغت النهائيات ثماني مرات في آخر تسع بطولات منذ 2004.
لكن اجتياز دور الـ16 لم يكن سهلا.
وتغير كل شيء هذا الصيف وبطريقة مبهرة حيث تأهلت لدور الثمانية في بطولة كبرى لأول مرة منذ 1954 عندما كانت تستضيف كأس العالم وأنهت مشوارها بخيبة أمل أمام إسبانيا.
لكنها فجرت أكبر مفاجأة بالإطاحة بفرنسا بطلة العالم من دور الـ16 في نتيجة ستبقى عالقة بالذاكرة.
وتقدمت فرنسا 3-1 حتى آخر ربع ساعة حين بدا أن سويسرا انهارت تماما.
ولم تكن الروح القتالية فقط المبهرة خلال التعادل 3-3 مع أبطال العالم بل جودة الهدفين المتأخرين من ضربة رأس رائعة لحارس سفيروفيتش ولمسة مهارية لماريو جافرانوفيتش لتثبت سويسرا جدارتها بتصنيفها المرتفع.
ومنح هذا الانتصار سويسرا دفعة أمام إسبانيا التي كانت مرشحة للفوز في سان بطرسبرج لكن فريق المدرب فلاديمير بيتكوفيتش أظهر مجددا صلابة معدنه وأجبر منافسه القوي على الوصول لركلات الترجيح رغم النقص العددي بعد التعادل بهدف شيردان شاكيري.
ولم ينقذ تألق الحارس يان سومير بلاده كما فعل أمام فرنسا إذ تفوقت إسبانيا بركلات الترجيح لكن سويسرا خرجت وهي تدرك أنها بذلت كل ما بوسعها.
وذكرت محطة آر.اس.إي السويسرية عقب الهزيمة "استيقظنا من الحلم".
ولم يكن بيتكوفيتش مدربا محبوبا دائما في سويسرا رغم تولي القيادة منذ 2014 وتعرض لاعبون مثل سفيروفيتش وجرانيت تشاكا لانتقادات في عهده حتى في وقت مبكر ببطولة أوروبا 2020.
وغيرت مباراة فرنسا كل شيء حيث ساعدت ثنائية سفيروفيتش في الانتفاضة وسيطر تشاكا على وسط الملعب أمام منافسين بمواهب كبيرة مثل بول بوجبا ونجولو كانتي.
وكان غياب تشاكا عن مواجهة إسبانيا ضربة لكن سويسرا رفضت أن تتأثر بها.
وقال شاكيري بعد المباراة "الفرص متساوية في ركلات الترجيح واعتقد أننا افتقرنا للحظ قليلا اليوم وأنا فخور حقا بالفريق".
ومع تجديد الثقة في هذا الفريق يمكنه المنافسة في البطولات الكبرى كما جعل بلاده فخورة به هذا الصيف.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الفجر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الفجر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
