زمن كورونا أكد لنا أن التفاعل مع العالم عبر الصورة الفضائية والبث المباشر عبر كل وسائل التقنية الحديثة ومشاهدة البشر في أي مكان عبر برامج الاتصال ليس كافياً للشعور بالأمكنة وناسها. هناك فرق كبير عندما تشاهد المكان دون أن تعيشه بكل حواسك، وعندما تتحدث إلى البشر وهناك لوح زجاجي يفصلك عنهم. روائح الأمكنة وتضاريسها لا تعاش عن بعد، ونبض الشوارع لا تشعر به دون أن تكون في زحامها، والناس لا تشعر بحميمية التواصل معهم والحديث إليهم دون أن تتقابل الوجوه وتنتقل الكلمات من الأفواه إلى المسامع مباشرة.
فقد الناس أشياء كثيرة خلال الوقت الصعب الذي مضى، لكن أصعب ما فقدوه هو إحساسهم باتساع الكون وحرية الحركة فيه كما يشاؤون. والآن عادت الحرية لكنها مشروطة ومنقوصة لأنها خاضعة لاشتراطات، ولأن هاجس الخوف ما زال يسكنهم من فايروس لا يُرى لكنه زلزل العالم، فانتبهوا أيها الناس ولا تجعلوا الفرح بالحرية يطغى على ضرورة الحذر من وباء ما زال خطره قائما.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.