صاحبي قبلها بساعة كان يعطينا درساً في وجوب مقاطعة شركات القهوة والبرغر الأمريكية، وعبثاً حاولنا إفهامه أن عمل هذه الشركات في المملكة يخص مستثمرين سعوديين وأن مئات وربما آلاف المواطنين السعوديين يعملون فيها وقد يفقدون وظائفهم إن تعرضت للخسارة، وبعد نهاية السهرة عاد صاحبنا إلى حجرة نومه ليكمل سهرته مع «نيتفليكس» الأمريكي!
هو أسير عواطف وشعارات انتقائية تقف عند حدود كوب قهوة وشطيرة برغر ولا تتجاوزها لما هو أهم في حياته كسيارة أو طائرة أو دواء أو كمبيوتر أو حتى جهاز الهاتف الذكي الذي يستخدمه في شن حملاته!
هو لا يفهم ذلك ولا يدرك من المتضرر الفعلي، فقد وقع أسير عواطف الشعارات التي يرددها ويسمعها في وسائل إعلام وبيانات أنظمة وأحزاب الشعارات الجوفاء ولم تؤثر في شهيته المفتوحة للطعام والشراب والتسلية، تقول له أصحاب هذه الشعارات لم يقاطعوا ما يتوافق مع مصالحهم فهم ما زالوا يستخدمون الطائرات الأمريكية الصنع ويستوردون الأدوية والأجهزة الطبية الأمريكية، يدرس أبناء قادتهم في الجامعات الأمريكية، ويعيش بعض أقاربهم في أمريكا وينعمون بحياتها وممارسة التجارة مع أهلها، فعقله مبرمج حتى وهو يمسك بهاتفه الأمريكي بيد وعلبة الكولا الأمريكية باليد الأخرى ويرتدي سروالاً داخلياً صنعته شركة أمريكية!
بالنسبة للشركات الأمريكية الأم التي يدعون لمقاطعة وكلائها الوطنيين لن يضرها شيء فقد سبق وقبضت قيمة امتياز الاستخدام، والخاسر الوحيد هو شركة وطنية واقتصاد وطني وموظف مواطن، وإذا كان وكلاء هذه الشركات في إسرائيل دعموا اقتصاد إسرائيل فإن فروعها في البلدان العربية والإسلامية تفعل الشيء نفسه للاقتصادات الوطنية والمجتمعات المحلية!
باختصار.. مقاطعة أي شيء هو حق شخصي، لكن ما ليس حقّاً هو ممارسة الابتزاز العاطفي تجاه خيارات الآخرين لمجرد إرضاء ضمير عجزت أفعاله عن تجاوز أقواله!
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.