"ما يهمّني هو فعل الصواب، قد يختلف معي البعض، لكني أعتقد أن الصمت عمّا يحدث في غزة تواطؤ".. كان هذا هو رد نجم الكرة الإنجليزي التاريخي جاري لينيكر، في نهاية حواره مع صحيفة التليجراف البريطانية، وسؤاله حول ما إذا كان يخشى أن تؤثر آراؤه المؤيدة للفلسطينيين والمعادية لوحشية الجيش الإسرائيلي على مسيرته المهنية.
وفي خطوة تكشف عن مدى التحيز الواضح الذي تتبعه هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ضد مناصري القضية الفلسطينية، طردت الشبكة البريطانية نجم الملاعب السابق في إنجلترا والمذيع الأعلى أجرًا لديها جاري لينيكر، وذلك على خلفية رفضه لحرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة.
انتقل نجم الملاعب البريطاني إلى الإعلام من باب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، ويقدم برنامج "مباراة اليوم" منذ عدة سنوات، وبات أعلى مقدم برامج أجرًا في الشبكة الإخبارية، حيث يتقاضى 1.4 مليون جنيه إسترليني سنويًا. ولكن تلك المسيرة انتهت بسبب دعم القضية الفلسطينية.
دعم مستمر للقضية الفلسطينية
ودائمًا ما يعرب المذيع المخضرم صراحة، بحسب تليجراف، عن آرائه بشأن الغزو الإسرائيلي المميت الذي يدمر قطاع غزة منذ ما يزيد على عام ونصف العام، على حساباته على السوشيال ميديا، وبسببها كان يتعرض لهجوم حاد من قبل الصهيونية العالمية، التي نجحت في عام 2023 من إيقافه، بسبب ما وصفوه بسلسلة تغريدات تحريضية ومعادية للسامية.
ولم يُبدِ النجم الإنجليزي، رغم إيقافه، أي ندم على تصريحاته العلنية لدعم غزة والفلسطينيين، سواء في البرامج أو السوشيال ميديا، مؤكدًا، وفقًا لحوار معه، أنه على حق وما يقوله عن القضية الفلسطينية دقيق. وتساءل: "لماذا لا يكون لي رأي في الأمور؟ أنا مجرد لاعب كرة قدم تحوّل إلى مذيع رياضي".
وعندما تم سؤاله عن مخالفته نطاق عمله الرياضي واللوائح الداخلية الجديدة للشبكة البريطانية، وإبداء وجهة نظره بشأن السياسة في الشرق الأوسط، شدّد على أن الأمر أهم من شبكة بي بي سي، مشيرًا إلى أن ما يحدث في غزة هو مجزرة جماعية لآلاف الأطفال، وهو أمر يرى أنه يحق له أن يبدي رأيه فيه.
قواعد هيئة الإذاعة البريطانية
وكانت شبكة بي بي سي قد أعادت صياغة قواعد وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها، لتطالب مقدمي البرامج الرئيسية خارج الأخبار والشؤون الجارية - بما في ذلك برنامج"Match of the Day" - باحترام حياد هيئة الإذاعة البريطانية، ولديهم مسؤولية خاصة بسبب ملفهم الشخصي على الشبكة.
قيود على التعبير
وكان لينيكر، أيضًا من بين 500 شخصية بارزة في بريطانيا وقعوا على رسالة مفتوحة في وقت سابق من هذا العام، يحثون فيها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) على إعادة عرض فيلم وثائقي بعنوان "غزة: كيف تنجو من منطقة حرب"، والذي تمت إزالته بعد الضغوط الصهيونية العالمية على الشبكة.
وقبل يومين تقريبًا، واصل إبداء رأيه حول القضية الفلسطينية، بمقطع فيديو نشره على حسابه على إنستجرام، ولكن هذه المرة كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث تعرض لردود أفعال عنيفة من جانب المنظمات الصهيونية، التي أجبرته على الخروج وحذف المنشور.
فأر هتلر
وحاول المنتقدون ربط الفأر الذي نشره مع الفيديو، بالدعاية التي كان يستخدمها أدولف هتلر ضد اليهود، حيث كان يتم رسم صور للفئران والحشرات في ثلاثينيات القرن العشرين، وتعليقها على المنازل وفي الشوارع، في إشارة إلى أن اليهود مثل الفئران والحشرات التي تنتشر في المجتمعات.
حاول قائد منتخب إنجلترا السابق التأكيد أكثر من مرة على أنه تم نشر الإشارات المسيئة دون قصد، وعدم معرفة سابقة بمعنى الإشارة، وأبدى ندمه معلنًا تحمّل المسؤولية الكاملة عن تلك الصورة التي يرى أنها لا تعكس وجهة نظره ولا كل ما يؤمن به، ولكن محررة الثقافة والإعلام في الهيئة أكدت أن المديرين اعتبروا منصبه غير قابل للاستمرار.
وأمام تلك الضغوط قرر نجم إنجلترا التخلي عن منصبه دون التخلي عن إنسانيته، معلنًا انفصاله عن شبكة بي بي سي بعد 30 عامًا من العمل، مُعلنًا أنه ظل طوال تلك السنوات مدافعًا عن الأقليات والقضايا الإنسانية وضد جميع أشكال العنصرية، بما في ذلك معاداة السامية، التي اتهموه بها.
بدأ لينيكر مسيرته الاحترافية في ليستر سيتي، حيث سجل 95 هدفًا في 194 مباراة، وتنقّل بين إيفرتون وبرشلونة وتوتنهام، وانتقل لأول مرة مع منتخب إنجلترا عام 1984، وشارك في 80 مباراة دولية، وسجل 48 هدفًا خلال المسيرة التي امتدت لثماني سنوات.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الحكاية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الحكاية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مصر اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مصر اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.