تلعب وسائل الإعلام المتنوعة المقروءة والمرئية والمسموعة إلى جانب وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة، دورًا هامًا فى تشكيل الوعى لدى الشعوب، لكن يبدو أن هذه الأدوات أصبحت سلاحًا ذو حادين، فبينما تستخدمها دول لبناء الإنسان وتشكيل وعيه ووجدان بشكل صحيح وسوى، نجد بلدانًا أخرى تستغل دخول هذه الوسائل إلى البيوت بكل سهولة وسلاسة فى حروب المعلومات وتزييف الحقائق وتخريب العقول بخلق روايات وصور وهمية للأحداث العالمية، كما هو الحال فى ظل الإبادة الجماعية التى تقوم بها إسرائيل فى غزة، بينما يسيطر اللوبى الصهيوني على القوى الناعمة العالمية من إعلام وسوشيال ميديا لفرض سرديته الزائفة حول مجريات الحرب الدموية.

 

 

ويُدير ملف سيطرة الاحتلال على وسائل الإعلام الأجنبية ومواقع التواصل الاجتماعى بشكل أساسى منظمة هاسبارا الإسرائيلية التى يمكن تعريفها بـ"رأس الحربة الإسرائيلية فى معركة الوعى وحرب المعلومات"، حيث يقوم دور هذا الجهاز المعروف بأنه الدبلوماسية العامة الإسرائيلية على تزييف الوعى وقلب الحقائق أمام دول العالم، ليس هذا فقط بل وتجميل صورة إسرائيل وتصويرها فى موقف الضحية لا الجانى، وذلك فى مقابل تشويه صورة الفلطسينيين والعرب بشكل عام وتجسيدهم فى الشخص الإرهابى الذى لا يريد الخير والسلام والاستقرار بالمنطقة.

 

 

وبينما تقوم آلة القتل الإسرائيلية بجرائم وحشية لتنفيذ خطط وطموحات رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وحكومته، هناك منظمة هاسبارا الذى ينفذ استراتيجيات أخرى للسيطرة على أكبر المنابر الإعلامية لفرض سردية تل أبيب ومحاولة طمس معالم جريمتها فى حق الشعب الفلسطينى من قتل وتجويع وتشريد واستهداف بكل الوسائل المحرمة دوليًا.

وفى هذا التقرير نتعرف أكثر على منظمة هاسبارا الإسرائيلية المسئولة عن ملفات التأثير على الرأى العام العالمى وتوجيهه لصالح إسرائيل، وذلك بتحركات ونشاط مكثف ينفق عليه مليارات الدولارات من أجل مد أطراف أخطبوط المنظمة الصهيونية لتنفيذ مخطط تبييض وجه إسرائيل فى حرب الإبادة الجماعية على غزة عن طريق حشد نحو 40 منظمة مجتمع مدنى وشركات تكنولوجية منذ هجمات 7 أكتوبر 2023، إضافة إلى إنشاء 120 غرفة عمليات و100 قاعدة بيانات لخدمة جهود "هاسبارا" بجميع أنحاء العالم، وهى المنظمة الناشطة بالفعل داخل أكثر من 95 حرمًا جامعيًا بأمريكا الشمالية لتدريب طلاب الجامعات على نهج نصرة إسرائيل وحقها المزعوم فى أرض فلسطين.